التَّوْشِيعُ وَهُوَ أنْ يُؤْتَى فِي عَجُزِ الْكَلاَمِ بِمُثنَّى مُفسَّر باثْنَيْنِ ثانِيهِما مَعْطُوفٌ عَلَى الْأَوَّلِ، نَحْوُ ـ يَشِيبُ ابْنُ آدَمَ وَيَشِبُّ فِيهِ خَصْلَتانِ: الْحِرْصُ وَطُولُ الْأَمَل، وَإمَّا بِذِكْرِ الْخَاصِّ بَعْدَ العَامِّ لِلتّنْبِيهِ عَلَى فَضْلِهِ حَتَّى كَأَنَّهُ لَيْسَ مِنْ جِنْسِهِ تَنْزِيلا لِلتّغايُرِ في الْوَصْفِ مَنزَلَة التَّغايُرِ في الذّاتِ، نَحْوُ ـ حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الوُسْطى ـ.

وَإمَّا بِالتَّكْرِيرِ لِنُكْتَةِ كَتَأْكِيدِ الاْنْذَارِ في كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ


[التوشيع وهو] في اللغة لَفُّ الْقُطْنِ الْمنْدُوفِ، وفي الإصطلاح [أن يؤتى في عجز الكلام بمثنى مفسر باسمين ثانيهما معطوف على الأول، نحو ـ يشيب ابن آدم ويشب فيه خصلتان الحرص وطول الأمل].

[وإما بذكر الخاص بعد العام] عَطْفٌ على قوله ـ إما بالإيضاح بعد الإبهام ـ والمراد الذكر على سبيل العطف(١) [للتنبيه على فضله] أي مزية الخاص [حتى كأنه ليس من جنسه] أي العام [تنزيلا للتغاير في الوصف منزلة التغاير في الذات] يعنى أنه لَمَّا امتاز عن سائر أفراد العام بما له من الأوصاف الشريفة جُعِلَ كأنه شيء آخر مغاير للعام لا يشمله العام ولا يُعْرَفُ حُكْمُهُ منه [نحو ـ حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى] أي الوسطى من الصلوات، أو الفضلى من قولهم للأفضل الأوسط، وهي صلاة العصر عند الأكثر.

[وإما بالتكرير لنكتة] ليكون إطنابا لا تطويلا(٢) وتلك النكتة [كتأكيد الانذار في ـ كلا سوف تعلمون ثم كلا سوف تعلمون] فقوله ـ كلا ـ رَدْعٌ عن الانهماك في الدنيا وتنبيه، وسوف تعلمون إنذار وتخويف، أي سوف تعلمون الخطأ فيما أنتم عليه إذا عاينتم

__________________

(١) لأن العطف يقتضى المغايرة فيكون ذكر الخاص فيه لأجل تلك النكتة، أما غيره من التوابع فإن ذكر الخاص فيه بعد العام يكون للإيضاح، فيكون من النوع السابق لا من هذا النوع.

(٢) صرح بالنكتة هنا مع وجوبها في كل إطناب، لأن التطويل يظهر في التكرار أكثر من غيره.

۵۲۰۱