وَمِنْهُ الْجَمْعُ مَعَ التَّفْرِيقِ، وَهُوَ أنْ يُدْخَلَ شَيْئَآنِ في مَعْنَى وَيُفْرَقَ بَيْنَ جَهَتِى الادخال كَقَوْلِهِ:
فَوَجْهُكَ كَالنَّارِ في ضَوْئِهَا
وَقَلْبِىَ كالنَّارِ في حَرِّهَا
وَمِنْهُ الْجَمْعُ مَعَ التَّقْسِيمِ، وَهُوَ جَمْعُ مَتَعَدِّد تَحْتَ حُكْم ثُمَّ تَقْسِيمُهُ أوْ الْعَكْسُ فالأوَّلُ كَقَوْلِهِ:
حَتَّى أقامَ عَلَى أرْبَاضِ خَرْشَنَة
تَشْقَى بِهِ الرُّومُ وَالصُّلْبَانُ وَالْبِيَعُ
[ومنه] أي من المعنوى.
[الجمع مع التفريق
وهو أن يدخل شيئان(١) في معنى ويفرق بين جهتى الادخال، كقوله:
فوجهك كالنار في ضوئها
وقلبى كالنار في حرها(٢)]
أدخل قلبه ووجه الحبيب في كونهما كالنار، ثم فرق بينهما بأن وجه الشبه في الوجه الضوء واللمعان، وفي القلب الحرارة والاحتراق.
[ومنه] أي ومن المعنوي.
[الجمع مع التقسيم
وهو جمع متعدد تحت حكم ثم تقسيمه أو العكس] أي تقسيم متعدد ثم جمعه تحت حكم [فالأول] أي الجمع ثم التقسيم [كقوله: حتى أقام] أي الممدوح، ولتضمين الاقامة معنى التسليط عداها بعلى فقال [على أرباض] جمع رَبَض وهو ما حول المدينة [خرشنة *] وهي بلدة من بلاد الروم [تشقى به الروم والصلبان] جمع صليب النصارى [والبيع *] جمع بِيعَة وهي مُتَعَبَّدُهُمْ، وحتى متعلق بالفعل في
__________________
(١) أو أكثر.
(٢) هو لرشيد الدين الوطواط.