رَدُّ الْعَجزِ عَلَى الصَّدْرِ، وَهُوَ في النَّثْرِ أَنْ يُجْعَلَ أَحَدُ اللَّفْظَيْنِ الْمُكَرَّرَيْنِ أَوِ الْمُتَجَانِسَيْنِ أَوِ الْمُلْحَقَيْنِ بِهِمَا في أَوَّلِ الْفِقْرَةِ وَالاْخَرُ في آخِرِهَا، نَحْوُ ـ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ ـ وَنَحْوُ ـ سَائِلُ اللَّئِيمَ يَرْجِعُ وَدَمْعُهُ سائِلٌ ـ وَنَحْوُ ـ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إنَّهُ كَانَ غَفَّاراً ـ وَنَحْوُ ـ قَالَ إنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقَالِينَ ـ وَفِي النَّظْمِ أَنْ يَكُونَ أَحَدُهُما في آخِرِ الْبَيْتِ وَالآخَرُ في صَدْرِ الْمِصْرَاعِ الْأَوَّلِ أَوْ حَشْرِهِ أَوْ آخِرِهِ أَوْ صَدْرِ الْمِصْرَاعِ الثَّانِي،


[رد العجز على الصدر

وهو في النثر أن يجعل أحد اللفظين المكررين] أي المتفقين في اللفظ والمعنى [أو المتجانسين] أي المتشابهين في اللفظ دون المعنى [أو الملحقين بهما] أي بالمتجانسين، يعنى اللذين يجمعهما الاشتقاق أو شِبْهُ الاشتقاق [في أول الفقرة ]وقد عرفت معناها(١) [و] للفظ [الآخر في آخرها] أي آخر الفقرة(٢) فتكون الأقسام أربعة [نحو ـ وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه] في المكررين [ونحو ـ سائل اللئيم يرجع ودمعه سائل] في المتجانسين [ونحو ـ استغفروا ربكم إنه كان غفارا] في الملحقين اشتقاقا(٣) [ونحو ـ قال إني لعملكم من القالين] في الملحقين بشبه الاشتقاق [و] هو [في النظم أن يكون أحدهما] أي أحد اللفظين المكررين أو المتجانسين أو الملحقين بهما اشتقاقا أو شبه اشتقاق [في آخر البيت و] اللفظ [الآخر في صدر المصراع الأول أو حشوه أو آخره أو صدر المصراع الثاني] فتصير الأقسام ستة عشر حاصلة من ضرب أربعة في أربعة، والمصنف أورد ثلاثة عشر مثالا وأهمل ثلاثة

__________________

(١) أنظر ص ٤١٤ من هذا الجزء.

(٢) وبهذا يخرج العكس نحو ـ عادات السادات، سادات العادات ـ لأنه إنما وقع فيه أحد اللفظين في أول سجعة والآخَرُ في آخِرِ الأخرى.

(٣) إنما عد أول الآية لفظ ـ استغفروا ـ مع أن أولها (فقلت استغفروا) لأن لفظ استغفروا هو أولها في كلام نوح عليه‌السلام، ولفظ ـ قلت ـ لحكايتها.

۵۲۰۱