وَالْمُرْسَلُ كالْيَدِ في النِّعْمَةِ وَالْقُدْرَةِ، وَالرَّاوِيَةِ في الْمَزَادَةِ، وَمِنْهُ تَسْمِيةُ الشَّيْءِ بِاسْمِ جُزْئِهِ


الذي استعير من أحد فَأُلْبِسَ غَيْرَهُ.

المجاز المرسل

[والمرسل] وهو ما كانت العلاقة(١) غير المشابهة [كاليد] الموضوعة للجارحة المخصوصة إذا استعملت [في النعمة] لكونها بمنزلة العلة الْفَاعِلِيَّةِ للنعمة، لأن النعمة منها تصدر وتصل إلى المقصود بها(٢) [و] كاليد في [القدرة] لأن أكثر ما يظهر سلطان القدرة يكون في اليد، وبها تكون الأفعال الدلالة على القدرة من البطش والضرب والقطع والأخذ وغير ذلك [والراوية] التي هي في الأصل اسم للبعير الذي يحمل المزادة إذا استعملت [في المزادة] أي الْمِزْوَدِ(٣) الذي يجعل فيه الزاد أي الطعام المتخذ للسفر، والعلاقة كَوْنُ البعير حاملا لها وبمنزلة العلة الْمَادِّيَّة(٤).

ولما أشار بالمثال إلى بعض(٥) أنواع العلاقة أخذ في التصريح بالبعض الآخر من أنواع العلاقات فقال [ومنه] أي من المرسل [تسمية الشيء باسم جزئه](٦) في هذه

__________________

(١) أل عوض عن المضاف إليه أي علاقته.

(٢) ولكنها لا تستعمل فيها إلا مع الاشارة إلى المُنْعِمِ، فتقول ـ لزيد عندي يد ـ ولا تقول ـ اتسعت اليد عندنا.

(٣) تفسير المزادة بالمزود خطأ، لأن المزادة ظرف الماء الذي يستقى به على الدابة، أما المزود فظرف الطعام، والرواية إنما تستعمل عرفا في المزادة لا في المزود.

(٤) معطوف على قوله ـ حاملا لها ـ وانما كانت كذلك لانه لا وجود لها بوصف كونها مذادة في العادة الا بحمل البعير لها فيكون توقفها بهذا الوصف على البعير كتوقف الصورة على المادة وقيل انّ العلاقة في ذلك المجاورة.

(٥) وهو علاقة السببية في المثالين، ولا يخفى أن هذه العلاقة داخلة في قوله الآتى ـ أو باسم سببه ـ لأنه عبارة عن علاقة السببية.

(٦) والعلاقة في ذلك الجزئية.

۵۲۰۱