وَنَحْوِ ـ أَذِلَّة عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّة عَلَى الْكَافِرِينَ.

وَإمَّا بِالتَّتْمِيم وَهُوَ أَنْ يُؤْتَى فِي كَلاَم لا يُوهِمُ خِلاَفَ المَقْصُودِ بِفَضْلَة لِنُكْتَة كالمُبَالَغَةِ، نَحْوُ ـ وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ فِي وَجْه، أيْ مَعَ حُبِّهِ.

وَإمَّا بِالاعْتَراضِ وَهُوَ أَنْ يُؤْتَى فِي أَثْنَاءِ الْكَلاَمِ أوْ بَيْنَ كَلاَمَيْنِ مُتَّصِلَيْنِ مَعْنَى بِجُمْلَة


الربيع] أي نزول المطر ووقوعه في الربيع [وديمة تهمى(١)] أي تسيل، فلما كان نزول المطر قد يؤول إلى خراب الديار وفسادها أتى بقوله ـ غير مفسدها ـ دفعا لذلك [و ]الثاني [نحو ـ أذلة على المؤمنين] فإنه لما كان مما يوهم أن يكون ذلك لضعفهم دفعه بقوله [أعزة على الكافرين] تنبيها على أن ذلك تواضع منهم للمؤمنين، ولهذا عَدَّى الذل بعلى(٢) لتضمنه معنى العطف، ويجوز أن يقصد بالتعدية بعلى الدلالة على أنهم مع شرفهم وعلو طبقتهم وفضلهم على المؤمنين خافضون لهم أجنحتهم.

[وإما بالتتميم وهو أن يؤتى في كلام لا يوهم خلاف المقصود بفضلة] مثل مفعول أو حال أو نحو ذلك مما ليس بجملة مستقلة ولا ركن كلام، ومن زعم أنه أراد بالفضلة ما يتم أصل المعني بدونه فقد كذبه كلام المصنف في الإيضاح، وأنه لا تخصيص لذلك بالتتميم(٣) [لنكتة كالمبالغة، نحو ـ ويطعمون الطعام على حبه ـ في وجه] وهو أن يكون الضمير في ـ حبه ـ للطعام [أي] يطعمونه [مع حبه] والاحتياج إليه، وإن جعل الضمير لله تعالى أي يطعمونه على حب الله فهو لتأدية أصل المراد(٤).

[وإما الاعتراض وهو أن يؤتى في أثناء الكلام أو بين كلامين متصلين معنى بجملة أو أكثر

__________________

(١) البيت لطرفة بن العبد من شعراء الجاهلية، وهو من قصيدة له في مدح قَتَادَةَ بن مَسْلَمَةَ الحنفي.

(٢) مع أنه يتعدى باللام، يقال ـ ذل له.

(٣) لأن جميع أقسام الإطناب كذلك لا التتميم وحده.

(٤) وهو مدحهم على ذلك، لأنه لا مدح شرعا إلا على ما يفعل لأجل الله تعالى.

۵۲۰۱