وَإذَا شُرِطَ ههُنَا أَمْرٌ شُرِطَ ثَمَّتَ ضِدُّهُ كَهاتَيْنِ الآيَتَيْنِ، فَإنَّهُ لَما جُعِلَ التَّيْسِيرُ مُشْتَرِكاً بَيْنَ الاْعْطَاءِ وَالاتِّقَاءِ وَالتَّصْدِيقِ جُعِلَ ضِدُّهُ مُشْتَرِكاً بَيْنَ أَضْدَادِهَا.

وَمِنْهُ مُرَاعَاةُ النَّظِيرِ وَيُسَمَّى التنَاسُبَ وَالتَّوْفِيقَ، وَهُوَ جَمْعُ أَمْر وَما يُناسِبُهُ


عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُم.

[وزاد السكاكى] في تعريف المقابلة قيدا آخر حيث قال: هي أن يجمع بين شيئين متوافقين أو أكثر وضديهما [وإذا شرط ههنا] أي فيما بين المتوافقين أو المتوافقات(١)[أمر شرط ثمت] أي فيما بين ضديهما أو أضدادهما [ضده] أي ضد ذلك الأمر [كهاتين الآيتين، فإنه لما جعل التيسير مشتركا بين الاعطاء والاتقاء والتصديق جعل ضده] أي ضد التيسير وهو التعسير المعبر عنه بقوله ـ فسنيسره للعسرى [مشتركا بين أضدادها] وهي البخل والاستغناء والتكذيب، فعلى هذا لا يكون قوله ـ ما أحسن الدين ـ من المقابلة، لأنه اشترط في الدين والدنيا الاجتماع ولم يشترط في الكفر والافلاس ضده.

[ومنه] أي ومن المعنوى.

[مراعاة النظير

ويسمى التناسب والتوفيق] والائتلاف والتلفيق ]أيضا، وهي جمع أمر وما يناسبه

__________________

(١) المراد بالشرط هنا الاجتماع في أمر من الأمور لا الشرط المعروف.

تطبيقات على المطابقة:

١ـ قد كان يُدْعَى لاَبِسُ الصبر حازماً

فأصبح يُدْعَى حازماً حين يجزعُ

٢ـ فَتىً تَمَّ فيه ما يَسُرُّ صديقَهُ

على أنَّ فيه ما يسوءُ الْأَعَادِيَا

٣ـ إذا نحن سِرْنَا بين شرق ومغرب

تَحَرَّكَ يَقْظَانُ الترابِ ونائِمُهْ

في الأول مطابقة بلفظين من نوعين وهما ـ الصبر ويجزع ـ وفي الثاني مقابلة اثنين باثنين، وفي الثالث مطابقة بلفظين من نوع واحد في قوله ـ يقظان التراب ونائمه.

۵۲۰۱