وَمِنْهُ الْقِلْبُ نَحْوُ ـ عَرَضْتُ النّاقَةَ عَلَى الحَوْضِ وَقَبِلَهُ السَّكَّاكِى مُطْلَقاً، وَرَدَّهُ غَيرُهُ مُطْلَقاً، وَالحَقُّ انَّهُ إنْ تَضَمَّنَ


كلا من اسمى الفاعل والمفعول قد يكون بمعنى الاستقبال وإن لم يكن ذلك بحسب أصل الوضع، فيكون كل منهما ههنا واقعا في موقعه، واردا على حسب مقتضى الظاهر، والجواب أن كلا منهما حقيقة فيما تحقق فيه وقوع الوصف، وقد استعمل ههنا فيما لم يتحقق مجازا(١) تنبيها على تحقق وقوعه.

[ومنه] أي من خلاف مقتضى الظاهر.

القلب

[القلب] وهو أن يجعل أحد أجزاء الكلام مكانَ الاخر والآخَرُ مكانَهُ [نحو ـ عرضت الناقة على الحوض] مكان ـ عرضت الحوض على الناقة ـ أي أظهرته عليها لتشرب [وقبله] أي القلب [السكاكى مطلقا] وقال: إنه مما يورث الكلام ملاحة [وردّه غيره] أي غير السكاكى [مطلقا] لأنه عكس المطلوب، ونقيض المقصود [والحق أنه إن تضمن

__________________

(١) وإذا كان مجازا كان من خلاف مقتضى الظاهر أيضا كما هو شأن كل مجاز، وقد نازع بعضهم في عد المجاز من خلاف مقتضى الظاهر.

تطبيقات على التعبير عن المستقبل بلفظ الماضى وبالعكس:

١ـ قوله تعالى ـ ﴿أَتَى أَمْرُ اللهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ سُبحانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُون.

٢ـ قوله تعالى ـ ﴿وَاللهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَسُقْنَاهُ إلَى بَلَد مَيِّت فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ.

فالأول فيه لفظ ـ أتى ـ بمعنى يأتى، والثاني فيه لفظ ـ فتثير ـ بمعنى فأثارت.

أمثلة أخرى:

١ـ قوله تعالى ـ ﴿وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إنَّكُمْ مَاكِثُونَ.

٢ـ ولقد أَمُرُّ على اللئيم يسبُّنِى

فَمضيتُ ثُمَّتَ قلتُ لا يَعْنِينِى

۵۲۰۱