التَّمنِّى، وَاللَّفْظُ المَوْضُوعُ لَهُ لَيْتَ، وَلاَ يُشْتَرَطُ إمْكانُ المُتَمَنّى، تَقُولُ ـ لَيْتَ الشَّبابَ يَعُودُ ـ وَقَدْ يُتَمَنَّى بِهَلْ، نَحْوُ ـ هَلْ لِي مِنْ شَفِيع ـ حَيْثُ يَعْلَمُ أَنْ لاَ شَفيعَ لَهُ، وَبِلَوْ، نَحْوُ ـ لَوْ تَأْتِينِى فَتُحَدِّثَنى ـ بالنّصْبِ ـ


[التمنى]

وهو طلب حصول شيء على سبيل المحبة(١) [واللفظ الموضوع له ـ ليت ـ ولا يشترط إمكان المتمنى] بخلاف التَّرَجِّى [تقول ـ ليت الشباب يعود] ولا تقول لعلهُ يعود، لكنْ إذا كان المُتَمَنَّى ممكنا يجب ألاَّ يكون لك تَوَقُّعٌ وَطَمَاعيَةٌ في وقوعه، وإلا لصار ترجّيا [وقد يتمنى بهل نحو ـ هل لى من شفيع ـ حيث يعلم ألا شفيع له] لأنه حينئذ يمتنع حمله على حقيقة الاستفهام لحصول الجزم بانتفائه، والنكتة في التمنى بهل والعدول عن ليت هي إبراز الْمُتَمنَّى لكمال العناية به في صورة الممكن(٢) الذي لا جزم بانتفائه [و] قد يتمنى [بلو نحو ـ لو تأتينى فتحدثنى بالنصب] على تقدير ـ فأن تحدثني ـ فإن النصب قرينة على أن لو ليست على أصلها، إذ لا ينصب المضارع

__________________

(١) أي المجردة عن الطمع في حصوله ليخرج الأمر.

(٢) أي نَصّاً، أما ليت فتكون في الممكن وفي المستحيل.

تطبيقات على التمنى:

١- ليت الكواكب تَدْنُولِي فأنْظمَهَا

عقودَ مدح فما أَرضى لكم كَلِمِي

٢- أسِرْبَ الْقَطَا هل مَنْ يُعِيرُ جناحَهُ

لَعَلِّي إلى من قد هَوِيتُ أطيرُ

ليت في البيت الأول للتمنى، وهو معناها الحقيقي، وهل في البيت الثاني للتمنى، والغرض منه إظهار المتمنى في صورة الممكن لكمال العناية به، ولعل فيه للتمنى، والغرض منه إظهار بُعْدِ الْمَرْجُوِّ عن الحصول.

أمثلة أخرى:

١- فلو نُشِرَ الْمَقَابِرُ عن كُلَيْب

فَيُخْبَرَ بالذَّنَائِبِ أيُّ زِيرِ

٢- فياليت ما بَيْنِي وبين أحبَّتِي

من الْبُعْدِ ما بيني وبين المصائبِ

۵۲۰۱