[الجزء الأول من شرح المختصر]

[خطبه الکتاب]

بسم الله الرحمن الرحيم

نحمدك يا من شرح صدورنا لتلخيص البيان في إيضاح المعاني، ونور قلوبنا بلوامع التبيان من مطالع المثاني، ونصلي على نبيك محمد المؤيد دلائل إعجازه بأسرار البلاغة وعلى آله وأصحابه المحرزين قصبات السبق في مضمار الفصاحة والبراعة (وبعد) فيقول الفقير إلى الله الغنى، مسعود بن عمر المدعو بسعد التفتازاني، هداه الله سواء الطريق وأذاقه حلاوة التحقيق: قد شرحت فيما مضى تلخيص المفتاح؛ وأغنيته بالإصباح(١) عن المصباح، وأودعته غرائب نكت سمحت بها الأنظار، ووشحته بلطائف فقر سبكتها يد الأفكار، ثم رأيت الجمع الكثير من الفضلاء، والجم الغفير من الأذكياء يسألونني صرف الهمة نحو اختصاره، والاقتصار على بيان معانيه وكشف أستاره

__________________

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

وبعد فإنه لما أعيد تدريس شرح السعد على متن التلخيص في المعاهد الدينية، توجهت نفسي إلى إبرازه في حلة قشيبة تقربه إلى نفوس الطلاب، وتجعلهم يقبلون على مطالعته والاستفادة منه، فعنيت بطبعه وترتيبه وتنظيمه، ووضعت عليه تعليقات اخترتها من بين ما وضع عليه من التعليقات الكثيرة، وسلكت فيها سبيل الايجاز حتى لا تبعث الملل في نفوس الطلاب، وعنيت بما تجب العناية به من إيراد الشواهد الشعرية والنثرية ليكون ذلك أقرب إلى إفادة الطالب، وأدنى إلى تحقيق ثمرة هذه العلوم.

__________________

(١) الاصباح الدخول في وقت الصباح وقد أراد به لازمه وهو الصبح ثم استعاره لشرحه كما استعار المصباح لشرح غيره، ويقصد بذلك تفضيل شرحه.

۵۲۰۱