ترجمة الخطيب القزوينى

هو محمد بن عبدالرحمن بن عمر قاضي القضاة جلال الدين القزويني، قدم دمشق من بلاده هو وأخوه قاضى القضاة إمام الدين، وأعاد بالمدرسة البدرانية، ثم ناب في القضاء بدمشق عن أخيه، ثم عن قاضي القضاة نجم الدين ابن صصري، ثم ولى خطابة دمشق، ثم قضاء القضاة بها، ثم انتقل إلى قضاء القضاة بالديار المصرية، لما أضر القاضي بدر الدين بن جماعة، فأقام بها مدة ثم صرف عنها وأعيد إلى قضاء دمشق.

وكان عالما فاضلا متفننا، له مكارم وسودد، وكان يذكر أنه من نسل أبي دلف العجلي، وهو القاسم بن عيسى أحد قواد المأمون ثم المعتصم بعده، وكان أبو دلف كريما شجاعا ذا وقائع مشهورة، وصنائع مأثورة، وله صنعة في الغناء، وله من الكتب كتاب البزاة والصيد؛ وكتاب السلاح وغيرهما، وكانت وفاته سنة ست وعشرين ومائتين.

وكان الخطيب القزوينى مع اشتغاله بالقضاء والفتيا يشتغل بعلوم الأدب وقد حاز فيها شهرة عظيمة بكتابيه: (تلخيص المفتاح) في المعاني والبيان والبديع (والايضاح)(١) وهو كالشرح للتلخيص ـ وكانت وفاته بدمشق سنة تسع وثلاثين وسبعمائة.

__________________

(١) الايضاح للخطيب القزويني هو من أجل الكتب نفعاً وقد طبعته المطبعة المحمودية التجارية بالأزهر طبعة جيدة على ورق مصقول وقد قمنا بشرحه شرحا وافيا ويقع في أربعة أجزاء من هذا الطبع ويطلب من جميع المكاتب.

۵۲۰۱