وَأَمَّا لِلتَّوَسُّطِ فَإذَا اتَّفَقَتَا خَبَراً أَوْ إنْشَاءاً لَفْظاً وَمَعْنىً أَوْ مَعْنىً فَقَطْ، بِجَامِع كَقَوْلِهِ تَعَالى ـ يُخادِعُونَ اللهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ ـ وَقَوْلِهِ ـ إنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيم، وَإنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيم ـ وَقَوْلِهِ ـ كُلُوا وَاشْرَبُوا وَلاَ تُسْرِفُوا ـ


الله ـ فلابد له من معطوف عليه.

[وأما للتوسط] عَطْفٌ على قوله ـ أما الوصل لدفع الايهام ـ أي وأما الوصل لتوسط الجملتين بين كمال الانقطاع والاتصال، وقد صَحَّفَ بعضهم أمَّا بفتح الهمزة إمَّا بكسر الهمزة فركب مَتْنَ عَمْيَاءَ، وخَبَطَ خَبْطَ عَشْوَاءَ [فإذا اتفقتا] أي الجملتان [خبرا أو إنشاء لفظا ومعنى أو معنى فقط بجامع] أي بأن يكون بينهما جامع، بدلالة ما سبق من أنه إذا لم يكن بينهما جامع فبينهما كمال الانقطاع، ثم الجملتان المتفقتان خبرا أو إنشاء لفظا ومعنى قسمان: لأنهما إما إنْشَائِيَّتَانِ أو خَبَرِيَّتَانِ، والمتفقتان معني فقط ستة أقسام: لأنهما إن كانتا إنشائيتين معنى فاللفظان إما خبران أو الأولى خبر والثانية إنشاء أو بالعكس، وإن كانتا خبريتين معنى فاللفظان إما إنشاآن أو الأولى إنشاء والثانية خبر أو بالعكس، فالمجموع ثمانية أقسام، والمصنف أوْرَدَ للقسمين الأولين مثاليهما [كقوله تعالى ـ يخادعون الله وهو خادعهم ـ وقوله ـ إن الأبرار لفي نعيم، وإن الفجار لفي جحيم] في الخبريتين لفظا ومعنى، إلا أنهما في المثال الثاني متناسبتان في الاسْمِيَّةِ بخلاف الأول [وقوله تعالى ـ كلو واشربوا ولا تسرفوا] في الإنشائيتين لفظا ومعني، وأوْرَدَ للاتفاق معني فقط مثالا واحدا، إشارة إلى أنه يمكن تطبيقه على

۵۲۰۱