وَمِنْ مُحَسِّنَاتِ الْوَصْلِ تَناسُبُ الْجُمْلَتَيْنِ فِي الاسْمِيَّةِ وَالْفِعْليَّةِ، وَالْفِعْلِيَّتينِ فِي الْمُضِيِّ وَالْمُضَارَعَة إلاَّ لِمَانِع.

تَذْنِيبٌ

أَصْلُ الْحَالِ المُنْتَقِلةِ أنْ تَكُونَ بِغَير وَاَو،


[ومن محسنات الوصل] بعد وجود الْمُصحِّحِ [تناسب الجملتين في الاسمية والفعلية و] تناسب [الفعليتين في المضى والمضارعة] فإذا أردت مجرد الاخبار من غير تعرض للتَّجَدُّدِ في إحداهما والثبوت في الأخرى قلت ـ قام زيد وقعد عمرو ـ وكذلك زيد قائم وعمرو قاعد [إلا لمانع] مثل أن يراد في إحداهما التجدد وفي الأخرى الثبوت، فيقال ـ قام زيد وعمرو قاعد ـ أو يراد في إحداهما الْمُضِيُّ وفي الأخرى الْمُضَارَعَةُ، فيقال ـ زيد قام وعمرو يقعد ـ أو يراد في إحداهما الاطلاق وفي الأخرى التقييد بالشرط كقوله تعالى ـ ﴿وَقَالُوا لَوْلاَ أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلكٌ وَلَوْ أَنْزَلْنَا مَلَكاً لَقُضِيَ الْأَمْرُومنه قوله تعالى ﴿فَإذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ فعندى أن قوله ولا يستقدمون ـ عَطْفٌ على الشرطية قبلها لا على الجزاء، أعني قوله ـ لا يستأخرون ـ إذ لا معني لقولنا ـ إذا جاء أجلهم لا يستقدمون.

تذنيب

هو جعل الشيء ذُنَابَةً للشيء، شُبِّهَ به ذِكْرُ بَحْث الجملة الحالية وكَوْنُهَا بالواو تارة وبدونها أخري عَقِيبَ بحث الفصل والوصل لمكان التناسب [أصل الحال المنتقلة ]أي الكثير الراجح فيها، كما يقال الأصل في الكلام الحقيقة [أن تكون بغير واو ]واحترز بالمنتقلة عن الْمُؤَكِّدَةِ الْمُقَرِّرَةِ لمضمون الجملة(١) فإنها يجب أن تكون بغير

__________________

(١) اعترض عليه بأن اللازمة هي التي تقابل المنتقلة، واللازمة نحو ـ هذا أبوك عَطُوفاً ـ أما المؤكدة فنحو ـ

۵۲۰۱