وَأُوْرِدَ ـ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ ـ وَأُجِيبَ بِأَنَّ الْأَهَمَّ فِيهِ الْقِراءَةُ، وَبِأَنَّهُ مُتَعَلِّقٌ بِاقْرَإ الثانِي، وَمَعْنَى الأَوَّلِ أَوْجِدِ الْقِراءَةَ.

وَتَقْدِيمُ بَعْضِ مَعْمُولاَتِهِ عَلَى بَعْض لِأَنَّ أَصْلَهُ التَّقْدِيمُ وَلاَ مُقْتَضِىَ لِلْعُدُولِ عَنْهُ، كالْفاعلِ فِي نَحْوِ ـ ضَرَبَ زَيْدٌ عَمْراً ـ وَالمَفْعُولِ الأَوَّلِ فِى نَحْوِ ـ أَعْطَيْتُ زَيْداً دِرْهَماً ـ أَوْ لِأَنَّ ذِكْرَهُ


يبدءون بأسماء آلهتهم، فيقولون ـ باسم اللاَّت، باسم الْعُزَّي ـ فَقَصَدَ الْمُوَحِّدُ تخصيص اسم الله بالابتداء للاهتمام والرد عليهم [وأورد ـ اقرأ باسم ربك] يعنى لو كان التقديم مفيداً للاختصاص والاهتمام لوجب أن يؤخر الفعل ويقدم ـ باسم ربك ـ لأن كلام الله تعالى أحق برعاية ما تجب رعايته [وأجيب بأن الأهم فيه القراءة] لأنها أول سورة نزلت، فكان الأمر بالقراءة أهم باعتبار هذا العارض، وإن كان ذكر الله أهم في نفسه، هذا جواب جار الله العلامة في الكشاف [وبأنه] أي ـ باسم ربك [متعلق باقرأ الثاني] أي هو مفعول اقرأ الذي بعده [ومعنى] اقرأ [الأول أوجد القراءة] من غير اعتبار تعديته إلى مقروء به، كما في ـ فلان يعطى ويمنع ـ كذا في المفتاح.

تقديم بعض المعمولات على بعض

[وتقديم بعض معمولاته] أي معمولات الفعل [على بعض لأن أصله] أي أصل ذلك البعض [التقديم] على البعض الآخر [ولامقتضى للعدول عنه] أي عن الأصل [كالفاعل في نحو ـ ضرب زيد عمرا] لأنه عمدة في الكلام وحقه أن يلى الفعل، وإنما قال في نحو ـ ضرب زيد عمرا ـ لأن في نحو ضرب زيداً غلامُهُ ـ مقتضيا للعدول عن الأصل(١)[والمفعول الأول في نحو ـ أعطيت زيدا درهما] فإن أصله التقديم لما فيه من معنى الفاعلية، وهو أنه عَاط أي آخِذٌ للعطاء [أو لأن ذكره] أي ذكر ذلك البعض الذي

__________________

(١) لأنه لو قدم الفاعل لزم عود الضمير على متأخر لفظا ورتبة.

۵۲۰۱