وَفِي أقْسَامِهِ.

طَرَفَاهُ إمَّا حِسِّيَّانِ، كالخَدِّ وَالْوَرْدِ، وَالصَّوْتِ الضَّعِيفِ وَالْهَمْسِ، وَالنَّكْهَةِ وَالْعَنْبَرِ، وَالرِّيقِ وَالخَمْرِ، وَالْجِلْدِ النَّاعِمِ وَالحَرِيرِ، أوْ عَقْلِيَّانِ، كالعِلْمِ وَالْحَيَاةِ،


وفي أقسامه] وإطلاق الأركان على الأربعة المذكورة إمَّا باعتبار أنها مأخوذة في تعريفه، أعنى ـ الدلالة على مشاركة أمر لأمر في معني بالكاف ونحوه، وإمَّا باعتبار أن التشبيه في الاصطلاح كثيراً مَّا يطلق على الكلام الدال على المشاركة المذكورة كقولنا ـ زيد كالأسد في الشجاعة.

ولَمَّا كان الطرفان هما الأصل والعمدة في التشبيه لِكَوْنِ الوجه معنى قائما بهما والأداة آلة في ذلك قَدَّمَ بحثهما فقال.

[طرفاه]

أي المشبه والمشبه به [إما حسيان كالخد والورد] في الْمُبْصَرَاتِ [والصوت الضعيف والهمس] أي الصوت الذي أُخْفِيَ حتى كأنه لا يخرج عن فضاء الفم ـ في المسموعات [والنكهة] وهي ريح الفم [والعنبر] في المشمومات [والريق والخمر ]في المذوقات [وَالْجِلْدُ الناعم والحرير] في الملموسات، وفي أكثر ذلك تَسَامُحٌ، لأن المدرك بالبصر مثلا إنما هو لون الخد والورد، وبالشم رائحة العنبر، وبالذوق طعم الريق والخمر، وباللمس ملاسة الجلد الناعم والحرير ولينهما، لا نفس هذه الأجسام، لكن اشتهر في العرف أن يقال أبصرت الورد وشممت العنبر وذقت الخمر ولمست الحرير [أو عقليان كالعلم والحياة] ووجه الشبه بينهما كَوْنُهُمَا جِهَتَيْ إدراك، كذا في المفتاح والإيضاح، فالمراد بالعلم ههنا الملكة التي يقتدر بها على الادراكات الجزئية، لا نفس الادراك(١) ولا يخفى أنها جهة وطريق إلى الادراك كالحياة، وقيل

__________________

(١) لأنه لو أريد به ذلك لم يصح أن يكون وجه الشبه كونهما جهتى إدراك، لئلا يلزم أن يكون الشيء طريقا إلى نفسه، وهو باطل.

۵۲۰۱