الْقَصْرُ

حَقِيقِيٌّ وَغَيْرُ حَقِيقِيّ، وَكُلٌّ مِنْهُما نَوْعانِ: قَصْرُ المَوْصُوفِ عَلَى الصِّفةِ، وَقَصْرُ الصِّفةِ عَلَى الْمَوْصُوفِ، وَالْمُرَادُ بِالصِّفَةِ ههُنا الصفةُ المَعْنَويةُ لاَ النَّعْتُ


القصر

في اللغة الحبس، وفي الاصطلاح تخصيص شيء بشيء بطريق مخصوص، وهو [حقيقي وغير حقيقي] لأن تخصيص الشيء بالشيء إما أن يكون بحسب الحقيقة وفي نفس الأمر بألاَّ يتجاوزه إلى غيره أصلا ـ وهو الحقيقي، أو بحسب الاضافة إلي شيء آخر بألاَّ يتجاوزه إلى ذلك الشيء وإن أمكن أن يتجاوزه إلى شيء آخر في الجملة ـ وهو غير حقيقي بل إضافى، كقولك ـ ما زيد إلا قائم ـ بمعني أنه لا يتجاوز القيام إلى القعود، لا بمعنى أنه لا يتجاوزه إلى صفة أخرى أصلا، وانقسامه إلى الحقيقى والاضافى بهذا المعنى لا ينافى كون التخصيص مطلقا من قبيل الاضافات(١) [وكل واحد منهما] أي من الحقيقى وغيره [نوعان: قصر الموصوف على الصفة] وهو ألاَّ يتجاوز الموصوف تلك الصفة إلى صفة أخرى، لكن يجوز أن تكون تلك الصفة لموصوف آخر [وقصر الصفة على الموصوف] وهو ألاَّ تتجاوز تلك الصفة ذلك الموصوف إلى موصوف آخر، لكن يجوز أن يكون لذلك الموصوف صفات أُخَرُ [والمراد بالصفة ههنا الصفة المعنوية] أعني المعنى القائم بالغير [لا النعت] النحوى أعني التابع الذي يدل على معنى في متبوعه غير الشمول(٢) وبينهما عموم من وجه لِتَصَادُقِهِمَا في مثل ـ أعجبنى هذا الْعِلْمُ(٣) وَتَفَارُقِهِمَا في مثل ـ الْعِلْمُ حسن، ومررت

__________________

(١) أي النسب التي يتوقف تعقلها على تعقل غيرها، لتوقف تعقّل القصر على تعقل المقصور والمقصور عليه.

(٢) هذا القيد لاخراج التوكيد بكل ونحوها.

(٣) فإن العلم نعت لاسم الاشارة في قول بعض النحويين، وقد رد بأنه لا يدل على معنى في متبوعه لأنه نفسه فلا يكون نعتا.

۵۲۰۱