مُقدِّمَةٌ

(الْفَصاحَةُ): يُوصَفُ بِها المُفرَدُ وَالْكَلاَمُ


الفن الثالث وَهَمٌ كما سنبين إن شاء الله تعالى.

ولما انجر كلامه في آخر هذه المقدمة إلى انحصار المقصود في الفنون الثلاثة ناسب ذكرها(١) بطريق التعريف العهدي بخلاف المقدمة، فإنها لا مقتضى لا يرادها بلفظ المعرفة في هذا المقام، والخلاف في أن تنوينها للتعظيم أو للتقليل مما لا ينبغى أن يقع بين المحصلين.

والمقدمة: مأخوذة من مقدمة الجيش للجماعة المتقدمة منها، من قدم بمعنى تقدم يقال مقدمة العلم لما يتوقف عليه الشروع في مسائله، ومقدمة الكتاب لطائفة من كلامه قدمت أمام المقصود لارتباط له بها وانتفاع بها فيه، وهي ههنا لبيان معني الفصاحة والبلاغة وانحصار علم البلاغة في علمى المعاني والبيان وما يلائم ذلك، ولا يخفى وجه ارتباط المقاصد بذلك(٢) والفرق بين مقدمة العلم ومقدمة الكتاب مما يخفى على كثير من الناس.

[الفصاحة]: وهي في الأصل تنبئ عن الظهور والابانة [يوصف بها المفرد ]مثل كلمةٌ فصيحةٌ [والكلام] مثل كلامٌ فصيحٌ وقصيدةٌ فصيحةٌ، قيل المراد بالكلام ما ليس بكلمة ليعم المركب الاسنادى وغيره، فإنه قد يكون بيت من القصيدة غير مشتمل على إسناد يصح السكوت عليه مع أنه يتصف بالفصاحة، وفيه نظر لأنه إنما يصح ذلك لو أطلقوا على مثل هذا المركب أنه كلام فصيح، ولم ينقل عنهم ذلك،

__________________

(١) أي ذكر الفنون الثلاثة كما سيأتي في قوله ـ الفن الأول علم المعاني.

(٢) وبهذا تكون هذه المقدمة مقدمة كتاب ومقدمة علم أيضا.

۵۲۰۱