التَّفْرِيعُ، وَهُوَ أَنْ يُثْبَتَ لِمُتَعلِّقِ أَمْر حُكْمٌ بَعْدَ إثْباتِهِ لِمُتَعَلِّق لَهُ آخَرَ، كَقَوْلِهِ:

أحْلاَمُكُمْ لِسَقَامِ الْجَهْلِ شَافِيَةٌ

كما دِماؤُكُمُ تَشْفِى مِنَ الْكَلَبِ

وَمِنْهُ تَأْكِيدُ المَدحِ بِمَا يُشْبِهُ الذَّمَّ،


[التفريع

وهو أن يثبت لمتعلق أمر حكم بعد إثباته] أي إثباته ذلك الحكم [لمتعلق له آخر] على وجه يشعر بالتفريع والتعقيب(١) وهو احتراز عن نحو ـ غلام زيد راكب وأبوه راكب [كقوله:

أحلامكم لسقام الجهل شافية

كما دماؤكم تشفى من الكلب(٢)]

هو بفتح اللام شِبْهُ جنون يحدث للانسان من عَضِّ الْكَلْبِ الْكَلِبِ، إذ لا دواء له أنجع من شرب دَمِ مَلِك، كما قال الحماسى:

بُنَاةُ مكارم وأُسَاةُ كَلْم

دماؤكُمُ من الْكَلَبِ الشِّفاءُ(٣)

فَفرَّعَ على وصفهم بشفاء أحلامهم من داء الجهل وَصْفَهُمْ بشفاء دمائهم من داء الكلب، يعنى أنهم ملوك وأشراف وأرباب العقول الراجحة.

[ومنه] أي ومن المعنوي:

[تأكيد المدح بما يشبه الذم

__________________

(١) المراد به التبعية في الذكر لا أن الثاني مفرع وجوده على وجود الأول.

(٢) هو لِلْكُمَيْتِ بن زيد الأسَدِيِّ من شعراء الدولة الأموية يمدح به بنى هاشم، والأحلام العقول.

(٣) هو للقاسم بن حَنْبَلِ الْمُرِّيِّ.

ومن التفريع أيضا:

١ـ إذا فات شيءٌ سمعَهُ دَلَّ أنْفُهُ

وإن فات عينيه رأي بالمسامِعِ

٢ـ كلامُهُ أخدعُ من لَحْظه

ووعدُهُ أكذبُ من طَيْفِهِ

۵۲۰۱