وَمِنْهُ لُزُومُ مَا لاَ يَلْزَمُ، وَهُوَ أَنْ يَجِىءَ قَبْلَ حَرْفِ الرَّوِيِّ أوْ مَا فِي مَعْنَاهُ مِنَ الْفَاصِلَة مَا لَيْسَ بِلاَزِم فِي السَّجْعِ،


[ومنه] أي ومن اللفظي.

[لزوم ما لا يلزم]

ويقال له الالزام، والتضمين، والتشديد، والاعنات، أيضا [وهو أن يجىء قبل حرف الروى] وهو الحرف الذي تبنى عليه القصيدة وتنسب إليه، فيقال ـ قصيدة لامية أو ميمية ـ مثلا، من ـ رَوَيْتُ الحبل إذا فتلته ـ لأنه يجمع بين الأبيات كما أن الفتل يجمع بين قُوَى الحبل، أو من ـ رَوَيْتُ على البعير إذا شددت عليه الرِّوَاءِ ـ وهو الحبل الذي يجمع به الأحمال [أو ما في معناه] أي قبل الحرف الذي هو في معنى حرف الروى [من الفاصلة] يعنى الحرف الذي وقع في فواصل الْفِقَرِ موقع حرف الروى في قوافى الأبيات، وفاعل يجىء هو قوله [ما ليس بلازم في السجع] يعنى أن يؤتى قبله بشيء(١)لو جُعِلَ القوافى أو الفواصل أسجاعا لم يحتج إلى الاتيان بذلك الشيء وتم السجع بدونه، فمن زعم أنه كان ينبغي أن يقول ما ليس بلازم في السجع أو القافية ليوافق قوله ـ قبل حرف الروى أو ما في معناه ـ فهو لم يعرف معنى هذا الكلام، ثم لا يخفى أن المراد بقوله ـ يجىء قبل كذا ما ليس بلازم في السجع ـ أن يكون ذلك في بيتين أو أكثر أو فاصلتين أو أكثر، وإلا ففي كل بيت أو فاصلة يجىء قبل حرف الروي أو ما في معناه ما ليس بلازم في السجع كقوله:

__________________

(١) سواء كان حرفا أم حركة كقول ابن الرومي:

لِمَا تؤذن الدنيا به من صُرُوفِهَا

يكون بكاءُ الطفل ساعَةَ يُولَدُ

وإلا فما يُبْكِيهِ منها وإنَّهَا

لَأَوْسَعُ مما كان فيه وأرغَدُ

۵۲۰۱