أَوْ مَعْنىً فَقَطْ، نَحْوُ ـ ماتَ فُلاَنٌ رَحِمَهُ اللهُ ـ أَوْ لِأَنَّهُ لا جامِعَ بَيْنَهُمَا كمَا سَيَأْتِى.

وَأَمَّا كَمَالُ الاِتِّصَالِ فَلِكَوْن الثَّانِيَةِ مُؤَكِّدَةً لِلْأُولَى لِدَفْعِ تَوَهُّمِ تَجَوُّزِ أَوْ غَلَط، نَحْوُ ـ لاَ رَيْبَ فِيهِ ـ فإنَّهُ لَمَّا بُولغَ فِي وَصْفِهِ بِبُلوغِهِ الدَّرَجَةَ الْقُصْوَى فِى الْكَمَالِ


لا الجبن يُنْجِيه، ولا الاقدام يُرْدِيه، لم يعطف ـ نزاولها ـ على ـ أرسوا ـ لأنه خبر لفظا ومعنى، وأرسوا إنشاء لفظا ومعنى، وهذا مثال لكمال الانقطاع بين الجملتين باختلافهما خبرا وإنشاء لفظا ومعنى مع قطع النظر عن كون الجملتين مما ليس له محل من الاعراب، وإلا فالجملتان في محل النصب على أنه مفعول ـ قال [أو] لاختلافهما خبرا وإنشاء [معنى فقط] بأن تكون إحداهما خبرا معنى والأخرى إنشاء معنى، وإن كانتا خَبرِيَّتَيْنِ أو إنْشَائِيَّتَيْنِ لفظا [نحو ـ مات فلان رحمه الله] لم يعطف ـ رحمه الله ـ على ـ مات ـ لأنه إنشاء معنى، ومات خبر معنى، وإن كانتا جميعا خبريتين لفظا [أو لأنه ]عَطْفٌ على ـ لاختلافهما ـ والضمير للشأن [لا جامع بينهما كما سيأتى ]بيان الجامع، فلا يصح العطف في مثل ـ زيد طويل وعمرو نائم.

[وأما كمال الاتصال] بين الجملتين [فلكون الثانية مؤكدة للأولى] تأكيدا معنويا [لدفع توهم تجوز أو غلط نحو ـ لا ريب فيه] بالنسبة إلى ـ ذلِكَ الْكِتابُ ـ إذا جُعلَتْ ـ الم ـ طائفةً من الحروف أو جملةً مستقلةً(١) و ـ ذلك الكتاب ـ جملة ثانية و ـ لا ريب فيه ـ ثالثة(٢) [فإنه لما بولغ في وصفه] أي وصف الكتاب [ببلوغه] متعلق ـ بوصفه ـ أي في أن وُصِفَ بأنه بلغ [الدرجة القصوى في الكمال] وبقوله ـ بولغ ـ تتعلق الباء في قوله

__________________

(١) أي مع حذف أحد جزأيها، والتقدير ـ هذا الم أو أقسم بألم.

(٢) أما إذا جعل ـ ذلك الكتاب ـ مبتدءا وجملة ـ لا ريب فيه ـ خبر عنه أو نحو ذلك فلا يجرى فيه ما ذكره.

۵۲۰۱