أَحْوَالُ الاسْنادِ الخَبرِيّ

لاَ شَكَّ أَنّ قَصْدَ المُخبرِ بِخَبَرِهِ إفادَةُ المخَاطَبِ إمَّا الحُكْمَ أَوْ كَوْنَهُ عالِماً به،


أحوال الاسناد الخبري

وهو ضم كلمة أو ما يجري مجراها إلى أخرى بحيث يفيد الحكم بأن مفهوم إحداهما ثابت لمفهوم(١) الأخرى، أو منفي عنه، وإنما قدم بحث الخبر لعظم شأنه وكثرة مباحثه، ثم قدم أحوال الاسناد على أحوال المسند إليه والمسند مع تأخر النسبة عن الطرفين لأن البحث في علم المعاني إنما هو عن أحوال اللفظ الموصوف بكونه مسندا إليه أو مسندا، وهذا الوصف إنما يتحقق بعد تحقق الاسناد، والمتقدم على النسبة إنما هو ذات الطرفين ولا بحث لنا عنها.

[لا شك أن قصد المخبر] أي من يكون بِصَدَدِ الاخبار والاعلام، وإلا فالجملة الخبرية كثيرا ما تورد لأغراض أخر غير إفادة الحكم أو لازمه، مثل التحسر والتحزن في قوله تعالي حكاية عن امرأة عمران ﴿رَبِّ إنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وما أشبه ذلك(٢)[ بخبره] مُتَعَلِّقٌ بقصد [إفادة المخاطب] خبر إن [إما الحكم] مفعول الافادة [أو كونه ]أي كون المخبر [عالما به] أي بالحكم، والمراد بالحكم هنا وقوع النسبة أو

__________________

(١) المراد به ما يفهم من اللفظ وهو الذات، لأن الحكم على الذات لا على المفهوم.

(٢) ومنه إظهار الضعف والخشوع كقوله:

إلهي عَبْدُكَ العاصى أتَاكَا

مُقِرّاً بالذنوبِ وقد دَعَاكَا

ومنه توبيخ السامع كقوله:

أنْتِ التي كَلَّفْتِنِي دُلَجَ السُّرَى

وأَشْمَتِّ بِي من كان فِيكِ يلومُ

ومنه إظهار الفرح والسرور كقوله:

هَنَاءٌ محاذاك العزاءَ الْمُقَدَّمَا

فما عَبَسَ المحزونُ حتى تَبَسَّمَا

۵۲۰۱