أَوَ كُلَّمَا وَرَدَتْ عُكَاظَ قَبِيلَةٌ

بَعَثُوا إِلَى عَرِيفَهُمْ يَتَوَسَّمُ

وَأَمَّا كَوْنُهُ اسْماً فَلاِفَادَةِ عَدَمِهِمَا، كَقَوْلهِ:

لاَ يَأْلَفُ الدِّرْهَمُ الْمَضْرُوبُ صُرَّتَنَا

لَكِنْ يَمُرُّ عَلَيْهَا وَهُوَ مُنْطَلِقُ


أي كقول طَرِيفِ بن تميم [أو كلما وردت عكاظ] هو مُتَسَوَّقٌ للعرب كانوا يجتمعون فيه، فيتناشدون ويتفاخرون، وكانت فيه وقائع [قبيلة * بعثوا إلى عريفهم] وعَرِيفُ القوم الْقَيِّمُ بأمرهم الذي شُهِرَ وعُرِفَ بذلك [يتوسم] أي يصدر عنه تَفَرُّسُ الوجوه وتَأمُّلُهَا شيئا فشيئا ولحظة فلحظة(١).

[وأما كونه] أي المسند [اسما فلافادة عدمهما] أي عدم التقييد المذكور إفادة التجدد، يعنى لإفادة الدوام والثبوت لأغراض تتعلق بذلك [كقوله: لا يألف الدرهم المضروب صرتنا *] وهو ما يجتمع فيه الدراهم [لكن يمر عليها وهو منطلق(٢)] يعنى أن الانطلاق من الصرة ثابت للدرهم دائماً، قال الشيخ عبد القاهر: موضوع الإسم على أن يثبت به الشيء للشيء من غير اقتضاء أنه يتجدد ويحدث شيئا فشيئا، فلا تَعَرُّضَ في ـ زَيْدٌ مُنْطَلِقٌ ـ لأكثر من إثبات الانطلاق فعلا له، كما في ـ زيد طويل، وعمرو قصير(٣).

__________________

(١) إفادة الاستمرار التجددى في البيت بحسب المقام، وهذا غير التجدد الذي يستفاد من نفس الفعل، لأنه بمعنى الحصول بعد أن لم يكن.

(٢) البيت للنضربن جُؤَيَّة، والمشهور نصب ـ صرتنا ـ على أنه مفعول والأحسن نصب ـ الدرهم ـ ليكون عدم الألفة من جانب الصرة.

(٣) فالإسم على هذا لا يدل إلا على مجرد الثبوت، وأما إفادته للدوام والاستمرار فإنما يكون بحسب المقام أيضا، كغرض المدح أو الذم ونحوهما:

تطبيقات على المسند إذا كان فعلا أو اسما:

۵۲۰۱