وَالْغَرَضُ مِنْهُ في الأَغْلَبِ يَعُودُ إلَى الْمُشَبَّهِ، وَهُوَ بَيانُ إمكانهِ كمافي قَوْلِهِ:

فَإنْ تَفُقِ الْأَنَامَ وَأَنْتَ مِنْهُمْ

فَإنَّ الْمِسْكَ بَعْضُ دَمِ الْغَزَالِ

أَوْ حالِهِ،


التشبيه في القرب والبعد.

[والغرض منه]

أي من التشبيه [في الأغلب يعود إلى المشبه وهو] أي الغرض العائد إلى المشبه [بيان إمكانه] أي المشبه، وذلك إذا كان أمرا غريبا يمكن أن يُخَالَفَ فيه وَيُدَّعَى امتناعه [كما في قوله:

فإن تفق الأنام وأنت منهم

فإن المسك بعض دم الغزال(١)]

فإنه لما ادعى أن الممدوح قد فاق الناس حتى صار أصلا برأسه وجنسا بنفسه، وكان هذا في الظاهر كالممتنع، احتج لهذه الدعوى وبَيَّنَ إمكانها بأن شبه هذه الحال بحال المسك الذي هو من الدماء ثم إنه لا يُعَدُّ من الدماء، لِمَا فيه من الأوصاف الشريفة التي لا توجد في الدم، وهذا التشبيه ضِمْنِيّ ومَكْنِيّ عنه(٢) [أو حاله] عَطْفٌ

__________________

تطبيقات على أداة التشبيه:

١ـ تشابَهَ دمعى إذ جرى ومُدَامَتِي

فَمِنْ مثل ما في الكأس عَيْنِيَ تسكبُ

٢ـ يكاد يَحْكِيكَ صَوْبُ الغيث مُنْسكِباً

لو كان طَلْقَ الْمُحَيَّا يمطر الذهبَا

٣ـ يا فَرَنْسَا نلتِ أسباب السماء

وتملَّكتِ مَقَالِيدَ الْجِوَاءْ

لَكِ خيل بجناح أشبهت

خيل جِبْرِيلَ لنصر الأنبياءْ

(١) هو للمتنبى من قصيدة له في رثاء والدة سيف الدولة، والخطاب فيه له لا لوالدته.

(٢) التشبيه الضمني هو المدلول عليه باللازم كما في البيت، فإنه ذكر فيه وجه الشبه وهو فَوْقُ الفرع أصله وأراد به ملزومه وهو التشبيه.

۵۲۰۱