وَأَمَّا بَيَانُهُ فَلاِيضَاحِهِ بِاسْم مُخْتَصٍّ بِهِ، نَحْوُ ـ قَدِمَ صَدِيقُكَ خَالِدٌ.

وَأَمَّا الاْبْدَالُ مِنْهُ فلِزِيَادَةِ التَّقْرِيرِ، نَحْوُ ـ جَاءَنِي أَخُوكَ زَيْدٌ وَجَاءَ الْقَوْمُ أَكْثَرُهُمْ وَسُلِبَ زَيْدٌ ثَوْبُهُ:


[وأما بيانه] أي تعقيب المسند إليه بعطف البيان [فلا يضاحه باسم مختص به نحو قدم صديقك خالد] ولا يلزم أن يكون الثاني أوضح، لجواز أن يحصل الايضاح من اجتماعهما، وقد يكون عطف البيان بغير اسم مختص به، كقوله:

والمؤمنِ العائذاتِ الطَّيْرَ يمسحُهَا

ركبانُ مكة بين الْغَيْلِ والسَّنَدِ(١)

فإن الطير عطف بيان للعائذات مع أنه ليس اسما مختصا بها، وقد يجىء عطف البيان لغير الإيضاح كما في قوله تعالى ﴿جَعَلَ اللهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَاماً لِلنَّاسِذكر صاحب الكشاف أن البيت الحرام عطف بيان للكعبة، جىء به للمدح لا للإيضاح كما تجىء الصفة لذلك.

[وأما الابدال منه] أي من المسند إليه [فلزيادة التقرير] من إضافة المصدر إلى المعمول، أو من إضافة البيان أي الزيادة التي هى التقرير، وهذا من عادة افتنان صاحب المفتاح حيث قال في التأكيد ـ للتقرير ـ وههنا ـ لزيادة التقرير ـ ومع هذا فلا يخلو عن نكتة لطيفة وهي الايماء إلى أن الغرض من البدل هو أن يكون مقصودا بالنسبة، والتقرير زيادة تحصل تبعا وضمنا، بخلاف التأكيد فإن الغرض منه نفس التقرير والتحقيق [نحو جاءني أخوك زيد] في بدل الكل، ويحصل التقرير بالتكرير [وجاءنى القوم أكثرهم] في بدل البعض [وسلب زيد ثوبه] في بدل الاشتمال، وَبَيَانُ

__________________

(١) هو للنابغة الذبيانى في الاعتذار للنعمان بن المنذر، والواو في قوله ـ والمؤمن ـ للقسم، وجواب القسم في قوله بعد هذا البيت:

مَا إنْ أَتَيْتُ بِشَيْء أَنْتَ تَكْرَهُهُ

إذَنْ فَلاَ رفعتْ سوطا إليَّ يَدى

والغيل والسند موضعان في جانب الحرم فيهما ماء.

۵۲۰۱