وَالثَّانِي اسْتِيفَاءُ أقْسَامِ الشَّيْءِ كَقَوْلِهِ تَعَالى ـ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إنَاثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ أوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانَا وَإنَاثاً وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيماً.

وَمِنْهُ التَّجْرِيدُ، وَهُوَ أنْ يُنْتَزَعَ مِنْ أمْرِ ذِى صِفَة آخَرُ مِثْلُهُ فِيهَا مُبالَغَةً لِكَمالِهَا فِيهِ، وَهُوَ أقْسَامٌ: مِنْهَا نَحْوُ قَوْلِهِمْ ـ لِي مِنْ فُلاَن صَدِيقٌ حَمِيمٌ ـ أيْ بَلَغَ فُلاَنٌ


أضاف إلى الثقل حال الملاقاة، وإلى الخفة حال الدعاء، وهكذا إلى الآخِرِ [والثاني استيفاء أقسام الشيء، كقوله تعالى ـ يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما] فإن الإنسان إما ألاَّ يكونَ له ولد، أو يكون له ولد ذكر أو أنثى او ذكر و انثى، وقد اسْتَوْفَى في الآية جميع الأقسام.

[ومنه] أي ومن المعنوى:

[التجريد

وهو أن ينتزع من أمر ذي صفة] أمْرٌ [آخر مثله فيها] أي مُمَاثِلٌ لذلك الأمر ذى الصفة في تلك الصفة [مبالغة] أي لأجل المبالغة، وذلك [لكمالها] أي تلك الصفة [فيه] أي في ذلك الأمر حتى كأنه بلغ من الاتصاف بتلك الصفة إلى حيث يصح أن ينتزع منه موصوف آخر بتلك الصفة [وهو] أي التجريد [أقسام: منها] ما يكون بِمِنِ التَّجْرِيديَّةِ(١) [نحو قولهم ـ لي من فلان صديق حميم] أي قريب يهتم لأمره [أي بلغ فلان

__________________

فَوَجْنَتُهَا تَكْسِى المدامع حمرةً

ودَمْعِىَ يكسو حمرةَ اللون وَجْنَتِى

٥ـ بَدَتْ قمراً ومالت خُوط بَان

وفاحتْ عَنْبَراً ورَنَتْ غَزَالاً

٦ـ لِمُخْتَلِفِى الحاجاتِ جَمْعٌ ببابِهِ

فهذا له فَنٌّ وهذا له فَنٌّ

فللخامِلِ الْعُلْيَا وَلِلْمُعْدِمِ الْغِنَى

وللمذنب الْعُتْبَى وللخائف الأمن

الأول من الجمع، والثاني من اللف والنشر، والثالث من التفريق، والرابع من الجمع والتفريق، والخامس من التقسيم، والسادس من الجمع والتفريق والتقسيم.

(١) وتدخل على الْمُنْتَزَعِ منه، ومعناها الابتداء.

۵۲۰۱