نَحْوُ ـ بِسْمِ اللهِ ـ فَيُقَدَّرُ ما جُعِلَتِ التَّسْمِيَةُ مَبْدَءاً لَهُ، وَمِنْها الاقْتِرَانُ، كَقَوْلِهِمْ لِلْمُعَرِّسِ ـ بِالرِّفاءِ وَالْبَنِينَ ـ أيْ أعْرَسْتَ.

وَالاْطْنابُ إمَّابِالاْيضاحِ بَعْدَالاْبْهَامِ لِيُرَى المَعْنى في صُورَتَيْنِ مُخْتَلِفَتَينِ أوْ لِيَتَمكّنَ فِي النَّفْسِ فَضْلَ تَمَكُّنِ، أوْ لِتَكْمُلَ لَذَّهُ الْعلم بِهِ،


الذي شُرِعَ فيه [نحو ـ بسم الله فيقدر ما جعلت التسمية مبدءا له] ففي القراءة يقدر بسم الله أقرأ، وعلى هذا القياس [ومنها] أي من أدلة تعيين المحذوف [الاقتران كقولهم للمعرس ـ بالرفاء والبنين] فإن مقارنه هذا الكلام لاعراس المخاطب دل على تعيين المحذوف [أي أعرست] أو مقارنة الْمُخاطَبِ بالاعراس وتلبسه به دل على ذلك، والرفاء هو الالتئام والاتفاق والباء للملابسة.

[والإطناب]

[إما بالإيضاح بعد الإبهام ليرى المعنى في صورتين مختلفتين] إحداهما مُبْهَمَةٌ والأخري مُوَضَّحَةٌ، وعِلْمَانِ خير من عِلْمِ واحد [أو ليتمكن في النفس فضل تمكن] لِمَا جَعَلَ الله النفوس عليه من أن الشيء إذا ذكر مبهما ثم بُيِّنَ كان أوْقَعَ عندها [أو لتكمل لذة العلم به] أي بالمعنى، لما لا يخفى من أن نيل الشيء بعد الشوق والطلب ألد

__________________

ففي الأول إيجاز بالحذف، والتقدير كمن لم يشرح صدره، وفي الثاني إيجاز بالحذف أيضا، والتقدير كل امريء متزوج، وفي الثالث إيجاز بالقصر، لأنه جمع من مكارم الأخلاق ما تضام به النفس، مما يحصل لها به من المشقة والعناء، مع نقصان اللفظ عن ذلك المعنى.

أمثلة أخرى:

١ـ الأُمُّ مدرسةٌ إذا أعْدَدْتَهَا

أعْدَدْتَ شَعْباً طَيِّبَ الأعراقِ

٢ـ هُمُ خَلَطُونَا بالنفوس وألجؤا

إلى حُجُرَات أدفأتْ وأظَلَّتِ

٣ـ أتي الزمانَ بَنُوهُ في شَبِيبَتِهِ

فَسَرَّهُمْ وَأتَيْنَاهُ عَلى الْهَرَمِ

۵۲۰۱