ثُمَّ الإسْنَادُ مِنْهُ حَقِيقَةٌ عَقْلِيَّةٌ، وَهِيَ: إسْنَادُ الْفِعْلِ أَوْ مَعْنَاهُ إلَى ما هُوَ لَهُ عِنْدَ المُتَكَلّمِ فِي الظّاهِرِ،


زيد قائما ـ أو ليس زيد قائما ـ وللطالب ـ ما زيد بقائم ـ وللمنكر ـ والله ما زيد بقائم ـ وعلى هذا القياس.

الإسناد الحقيقي والمجازي

[ثم الإسناد] مطلقا سواء كان إنشائيا أو إخباريا [منه حقيقة عقلية] لم يقل إما حقيقة وإما مجاز لأن بعض الإسناد عنده ليس بحقيقة ولا مجاز(١) كقولنا ـ الحيوان جسم، والإنسان حيوان ـ وجعل الحقيقة والمجاز صفتى الاسناد دون الكلام لأن اتصاف الكلام بهما إنما هو باعتبار الاسناد، وأوردهما في علم المعاني لأنهما من أحوال اللفظ فيدخلان في علم المعاني [وهي] أي الحقيقة العقلية [إسناد الفعل أو معناه] كالمصدر واسم الفاعل واسم المفعول والصفة المشبهة واسم التفضيل والظرف [إلى ما] أي إلى شيء [هو] أي الفعل أو معناه [له] أي لذلك الشيء، كالفاعل فيما بنى له نحو ـ ضَرَبَ زَيْدٌ عَمْراً ـ أو المفعول فيما بني له نحو ـ ضُرِبَ عَمْرٌو ـ فإن الضاربية لزيد والمضروبية لعمرو [عند المتكلم] مُتَعَلِّقُ بقوله ـ له ـ وبهذا دخل فيه ما يطابق الاعتقاد دون الواقع [في الظاهر] وهو أيضاً متعلق بقوله ـ له ـ وبهذا يدخل فيه ما لا يطابق الاعتقاد، والمعنى إسناد الفعل أو معناه إلى ما يكون هو له عند المتكلم فيما يفهم من ظاهر حاله، وذلك بأن لا ينصب قرينة دالة على أنه غير ما هو له في اعتقاده، ومعنى كونه له أن معناه قائم به ووصف له وحقه أن يسند إليه،

__________________

(١) وهو إسناد غير الفعل أو معناه كما في المثالين، وقد حصر السكاكى الاسناد في الحقيقة والمجاز، ولهذا قال في تعريفهما ـ إسناد الشيء إلى ما هو له أو إلى غير ما هو له، والشيء أعم من الفعل وغيره.

۵۲۰۱