وَأَمَّا ذِكْرُهُ فَلِكَوْنِهِ الأَصْلَ وَلاَ مُقْتَضَى لِلعُدُولِ عَنْهُ، أَوْ لِلاحْتِياطِ لِضَعْفِ التَّعْوِيلِ عَلَى الْقَرِينَةِ، أَو التَّنْبِيهِ عَلَى غَبَاوَةِ السَّامعِ، أَوْ زِيادةِ الإيضَاحِ وَالتقْرِيرِ، أَوْ إظهارِ تَعْظِيمهِ


الرفع على المدح أو الذم أو الترحم.

[وأما ذكره] أي ذكر المسند إليه [فلكونه] أي الذكر [الأصل ولا مقتضى للعدول عنه أو للاحتياط لضعف التعويل] أي الاعتماد [على القرينة(١) أو للتنبيه على غباوة السامع أو زيادة الإيضاح والتقرير] وعليه قوله تعالى ـ ﴿أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ(٢) [أو إظهار تعظيمه] لكون اسمه مما يدل على التعظيم، نحو ـ أمِيرُ

__________________

بخلاف الثاني، فإن الكلام الثاني فيه غير الأول، ولابد أن يكون الكلام الأول قياسيا،

تطبيقات على الحذف:

١ـ سألوني في سقامى

كيف حالى قلتُ نِضْوُ

٢ـ وما المالُ والأهلون إلاَّ ودائعُ

ولابدَّ يوماً أن تُرَدَّ الودائعُ

٣ـ مَنْ طَابَتْ سَرِيرَتُهْ، حُمِدَتْ سِيرَتُهْ.

ففي الأول حذف المسند إليه لضيق المقام بضجر المتكلم، وتقدير الكلام ـ أَنَا نِضوٌ ـ وفي الثاني حذف المسند إليه وهو الفاعل وأنيب المفعول عنه في قوله (ولابد يوما أن ترد الودائع) للمحافظة على القافية، وفي الثالث حذف المسند إليه كذلك للمحافظة على السجع.

أمثلة أخرى:

١ـ قوله تعالى ـ ﴿وَمَا أدْرَاكَ مَاهِيَهْ، نَارٌ حَامِيةٌ.

٢ـ لَئِنْ كنتَ قد بلِّغْتَ عنِّى وشايةً

لَمُبْلِغُكَ الواشى أغشُّ وأكذبُ

٣ـ وانِّي رأيتُ البخل يُزْرِى بأهله

فأكرمتُ نفسي أن يقال بَخِيلُ

(١) وهذا عند خفائها، كما تقول ـ من حضر ومن سافر ـ فيقال ـ الَّذِي حَضَرَ زَيْدٌ وَالَّذِي سَافَرَ عَمْرٌو ـ ولا يقال ـ زَيْدٌ وعمرٌو ـ لأن السامع قد لا يعرف من السؤال تعيين ذلك.

(٢) الشاهد في تكرير اسم الإشارة لزيادة الإيضاح والتقرير لثبوت ذلك لهم.

۵۲۰۱