أحْوَالُ المُسْنَدِ

أَمّا تَرْكُهُ فَلِما مَرَّ كَقَوْلِهِ:

* فإنّي وَقَيَّارٌ بِهَا لغريبُ *


أحوال المسند

[أما تركه فلما مر] في حذف المسند إليه [كقوله]:

ومن يَكُ أمسى بالمدينة رَحْلُهُ

[فإني وقيار بها لغريب]

الرحل هو المنزل والمأوى، وقيار اسم فرس أو جمل للشاعر، وهو ضَابِىءُ بن الحارث ـ كذا في الصَّحَاحِ ـ ولفظ البيت خبر ومعناه التَّحَسُّرُ والتَّوَجُّعُ، فالمسند إلى ـقيار ـ محذوف(١) لقصد الاختصار والاحتراز عن العبث بناء على الظاهر مع ضيق

__________________

حمل السياع على الطين المخلوط بالتبن، أما إذا حمل على الآلة التي يطين بها فلا يتأتى فيه ذلك الاعتبار اللطيف.

تطبيقات على القلب:

١ـ لُعَابُ الافاعى القاتلاتِ لُعَابُهُ

وأَرْيُ الْجَنَى اشْتَارَتْهُ أَيْد عَوَاسِلُ

٢ـ قَفِى قبل التفرُّقِ يا ضباعَا

ولايك مَوْقِفٌ منك الوداعَا

فالأول فيه تشبيه مقلوب للمبالغة، والأصل ـ لعابه لعاب الأفاعي ـ وهو قلب مقبول، والثاني فيه قلب غير مقبول، والأصل ـ ولا يكن الوداع موقفا منك، لأن الأصل في النكرة إذا كان معها معرفة أن تكون هي الخبر.

أمثلة أخري:

١ـ وَبَدَا الصباحُ كأَنَّ غُرَّتَهُ

وَجْهُ الخليفة حين يُمْتَدَحُ

٢ـ فلو أني شهدتُ أَبا سعاد

غَدَاةَ غَدَا لِمُهْجَتِهِ يَفُوقُ

فديتُ بنفسه نفسى ومالى

وما آلُوكَ إلاَّ ما أُطِيقَ

(١) والتقدير ـ وقيار غريب أيضا، وقوله ـ لغريب ـ في البيت خبر إن، ولا يصح أن يكون خبر قيار لاقترانه باللام.

۵۲۰۱