إذَا ما نَهَى النَّاهِي فَلجَّ بِىَ الْهَوَى

أصَاخَتْ إلَى الْوَاشِي فَلَجَّ بِهاالْهَجْرُ

وَمِنْهُ الْعَكْسُ، وَهُوَ أنْ يُقَدَّمَ جُزْءٌ من الْكَلاَمِ ثُمَّ يُؤَخَّرَ،


[كقوله: إذا ما نهي الناهى] ومنعنى عن حبها [فلج بي الهوي] لزمنى [أصاخت إلى الواشى] أي استعمت إلى الَّنمَّامِ الذي يَشِى حديثا ويزينه وصدقته فيما افتري عَلَىَّ [فلج بها الهجر(١)] زَاوَجَ بين نَهْيِ الناهى وإصاختها إلى الواشى الواقعين في الشرط والجزاء في أن رَتَّبَ عليهما لَجَاجَ شيء، وقد يتوهم من ظاهر العبارة أن المزاوجة هي أن تجمع بين معنيين في الشرط ومعنيين في الجزاء كما جمع في الشرط بين نهي الناهى ولجاج الهوى وفي الجزاء بين إصاختها إلى الواشى ولجاج الهجر، وهو فاسد إذ لا قائل بالمزاوجة في مثل قولنا ـ إذا جاءني زيد فسلم عَلَيَّ أجلسته وأنعمت عليه، وما ذكرنا هو المأخوذ من كلام السلف.

[ومنه] أي ومن المعنوى.

[العكس]

والتبديل [وهو أن يقدم جزء من الكلام] على جزء آخر [ثم يؤخر] ذلك الْمُقَدَّمُ عن الجزء المؤخر أوَّلاً(٢) والعبارة الصريحة ما ذكره بعضهم وهو أن تقدم في الكلام جزءا

__________________

(١) البيت لِلْبُحْتُرِيِّ، والرواية الصحيحة فيه (أصاخ إلى الواشى فلج به الهجر) بدليل البيت قبله:

كأنَّ الثُّرَيَّا عُلِّقَتْ بِجبينِهِ

وفي نَحْرِهِ الشِّعْرَى وفي خَدِّهِ البدرُ

وفي قوله ـ فلج بي الهوى. فلج به الهجر ـ قلب، لأن اللجاج إنما يكون من العاشق في العشق ومن المعشوق في الهجر.

ومن المزاوجة قول الشاعر:

إذا احتربتْ يوماً ففاضت دماؤهَا

تذكرتِ الْقُرْبى ففاضتْ دموعُهَا

زاوج بين الاحتراب وتذكر القربى الواقعين في الشرط والجزاء في ترتب فيضان شيء عليهما.

(٢) إنما كان العكس من المحسنات المعنوية دون رد الْعَجُزِ على الصدر الآتى في المحسنات اللفظية لأن

۵۲۰۱