الاِسْتِغْرَاقِ وَإفْرَادِ الاسْمِ، لِأَنَّ الْحَرْفَ إنَّمَا يَدْخُلُ عَلَيْهِ مُجَرَّداً عَنْ مَعْنَى الْوَحْدَةِ، وَ لِأَنَّهُ بِمَعْنَى كُلِّ فَرْد لاَمَجْمُوعِ الْاَفْرَادِ، وَلهذَا امْتَنَعَ وَصْفُهُ بِنَعْتِ الْجَمْعِ وَبِالاْضَافَةِ لِأَنَّهَا أَخْصَرُ طَرِيق، نَحْوُ:


الاستغراق وإفراد الاسم، لأن الحرف] الدال على الاستغراق كحرف النفي ولام التعريف [إنما يدخل عليه] أي على الاسم المفرد حال كونه [مجردا عن] الدلالة على [معني الوحدة] وامتناعُ وصفه بنعت الجمع للمحافظة على التشاكل اللفظى [ولأنه] أي المفرد الداخل عليه حرف الاستغراق [بمعني كل فرد لا مجموع الأفراد(١) ولهذا امتنع وصفه بنعت الجمع] عند الجمهور وإن حكاه الأخفش في نحو ـ أهْلَكَ النَّاسَ الدِّينَارُ الصُّفْرُ وَالدِّرْهِمُ الْبيضُ.

[وبالاضافة] أي تعريف المسند إليه بالاضافة إلى شيء من المعارف [لأنها] أي الاضافة [أحصر طريق] إلى إحضاره في ذهن السامع [نحو ـ هواي] أي مَهْوِيِّى، وهذا أخصر من ـ الذي أهواه ونحو ذلك ـ والاختصار مطلوب لضيق المقام وفرط السآمة،

__________________

(١) وعلى هذا الجواب الثاني لا تنافى الدلالة على الوحدة الدلالة على التعدد، لأنه على طريق البدل، فيبقيان معا بعد دخول حرف الاستغراق، ولا يتجرد اللفظ عن الدلالة على الوحدة كما في الجواب الأول.

تطبيقات على التعريف باللام:

١ـ وَالْخِلُّ كالماءِ يُبْدِى لِى ضَمَائرَهُ

مَعَ الصَّفَاءِ وَيُخْفِيهَا مَعَ الْكَدَر

٢ـ قوله تعالى ـ ﴿وَالْعَصْرِ، إنَّ الاْنْسَانَ لَفِى خُسْر، إلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ.

فاللام في الأول ـ الخل ـ للجنس، واللام في الآية للاستغراق، بدليل الاستثناء.

أمثلة أخرى:

١ـ قوله تعالى ـ ﴿النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُم.

٢ـ الْمُحْسنُونَ هُمُ اللُّبَا

بُ وَسَائرُ النَّاس النَّفَايَهْ

۵۲۰۱