وَقَدْ يُفِيدُ الاستِغْرَاقَ، نَحْوُ ـ إنَّ الانسانَ لَفى خُسْر.

وَهُوَ ضَرْبانِ: حقِيقِيٌّ ـ نَحْوُ عالمُ الْغَيْبِ وَالشهادَةِ، أَي كُلّ غَيْب وَشَهادَة، وَعُرْفِيٌّ كَقَوْلِنا ـ جَمعَ الأَمِيرُ الصَاغَةَ، أَيْ صَاغَةَ بَلَدِهِ


[وقد يفيد] الْمُعَرَّفُ باللام الْمُشَارِ بها إلى الحقيقة [الاستغراق نحو ـ إن الانسان لفى خسر] أشير باللام إلى الحقيقة، لكن لم يقصد بها الماهية من حيث هي هي، ولا من حيث تحققها في ضمن بعض الأفراد، بل في ضمن الجميع، بدليل صحة الاستثناء الذي شرطه دخول المستثنى في المستثنى منه لو سكت عن ذكره، فاللام التي لتعريف العهد الذهني أو الاستغراق هي لام الحقيقة حُمِلَ(١) على ما ذكرنا بحسب المقام والقرينة، ولهذا قلنا: إن الضمير في قوله ـ يأتى، وقد يفيد ـ عائد إلى المعرف باللام المشار بها إلى الحقيقة، ولابد في لام الحقيقة من أن يقصد بها الاشارة إلى الماهية باعتبار حضورها في الذهن، ليتميز(٢) عن أسماء الأجناس النكرات، مثل ـ الرُّجْعَى، ورُجْعَى ـ وإذا اعتبر الحضور في الذهن فوجه امتيازه عن تعريف العهد أن لام العهد إشارة إلى حصة معينة من الحقيقة واحدا كان أو اثنين أو جماعة، ولام الحقيقة إشارة إلى نفس الحقيقة من غير نظر إلى الأفراد، فَلْيُتأَمَّلْ.

[وهو] أي الاستغراق [ضربان حقيقي] وهو أن يراد كل فرد مما يتناوله اللفظ بحسب اللغة [نحو ـ عالم الغيب والشهادة ـ أي كل غيب وشهادة، وعرفى] وهو أن يراد كل فرد مما يتناوله اللفظ بحسب مُتَفَاهَمِ الْعُرْفِ [نحو ـ جمع الأمير الصاغة ـ أي صاغة بلده

__________________

(١) أي مدخولهما.

(٢) أي اسم الجنس المعرف.

۵۲۰۱