وَقَدْ يأتِى لوَاحِد باعْتِبارِ عَهْديتِه في الذِّهنِ، كَقَوْلِكَ ـ أُدْخِلِ السُّوقَ، حَيْثُ لاَعَهْدَ، وَهذَا في المعْنى كالنَّكِرَةِ،


[وقد يأتى] المعرف بلام الحقيقة(١) [لواحد] من الأفراد [باعتبار عهديته في الذهن ]لِمُطابَقَةِ ذلك الواحد الحقيقة، يعنى يطلق المعرف بلام الحقيقة الذي هو موضوع للحقيقة المتحدة في الذهن على فَرْدِ ما مَوْجُود من الحقيقة باعتبار كونه معهودا في الذهن وجُزْئِيّاً من جزئيات تلك الحقيقة مطابقا إياها، كما يطلق الْكُلِّيُّ الطبيعي(٢) على كل جزئي من جزئياته، وذلك عند قيام قرينة دالة على أنه ليس القصد إلي نفس الحقيقة من حيث هي هي بل من حيث الوجود، ولا من حيث وجودها في ضمن جميع الأفراد بل بعضها [كقولك ـ ادخل السوق ـ حيث لا عهد] في الخارج، ومثله قوله تعالى ﴿وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ [وهذا في المعنى كالنكرة] وإن كان في اللفظ يجري عليه أحكام المعارف من وقوعه مبتدءا وذا حال ووصفا للمعرفة وموصوفا بها ونحو ذلك، وإنما قال ـ كالنكرة ـ لما بينهما من تَفَاوُت ما، وهو أن النكرة معناه بعض غير معين من جملة الحقيقة، وهذا معناه نفس الحقيقة، وإنما تستفاد البعضية من القرينة كالدخول والأكل فيما مر، فالمجرد وذو اللام بالنظر إلى القرينة سواء، وبالنظر إلى أنفسهما مختلفان، ولكونه في المعنى كالنكرة قد يعامل معاملة النكرة ويوصف بالجملة، كقوله:

«ولقد أَمُرُّ على اللئيم يَسُبُّنِى»(٣)

__________________

(١) يشير إلى أن هذا هو القسم الثاني من لام الحقيقة، وتسمى اللام فيه لام العهد الذهني، وتسمى في القسم الأول لام الجنس، وتسمى في القسم الثالث الآتي لام الاستغراق.

(٢) هو اسم الجنس المجرد من اللام.

(٣) هو لِعُمَيْرَةَ بن جابر الحنفي من قوله:

ولقد أمر على اللئيم يسبّنى

فمضيتُ ثُمَّتَ قلتُ لا يَعْنِينِى

وثمت حرف عطف لحقتها تاء التأنيث، وإنما قال ـ فمضيت ـ ولم يقل فأمضى للاشارة إلى تحقق هذا منه، والشاهد في قوله ـ يسبنى ـ فهو جملة في محل جر صفة للمجرور قبله، ولا يعرب حالا منه.

۵۲۰۱