الْمُفْلِحُونَ.

وَباللَّامِ لِلاشارَةِ إلى مَعْهُود، نَحْوُ ـ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كالأُنثَى، أَي لَيْسَ الَّذِي طَلَبَتْ كَالَّتِي وُهِبَتْ لَها، أَوْ إلى نَفْسِ الْحَقِيقةِ، كَقَوْلِكَ ـ الرَّجُلُ خَيْرٌ مِنَ المرْأَةِ،


الْمُفْلِحُون] عَقَّبَ المشار إليه وهو ـ (الذين يؤمنون) بأوصاف متعددة من الايمان بالغيب، وإقامة الصلاة، وغير ذلك ثم عَرَّفَ المسند إليه بالاشارة تنبيها على أن المشار اليهم أحِقَّاءُ بما يرد بعد أولئك، وهو كَوْنُهُمْ على الهدي عاجلا، والفوز بالفلاح آجلا، من أجل اتصافهم بالأوصاف المذكورة.

[وباللام] أي تعريف المسند إليه باللام(١) [للاشارة إلى معهود] أي إلى حصة من الحقيقة معهودة بين المتكلم والمخاطب واحدا كان أو اثنين أو جماعة، يقال عهدت فلانا إذا أدركته ولقيته، وذلك لتقدم ذكره صريحا أو كناية [نحو ـ وليس الذكر كالأنثي ـ أي ليس] الذكر [الذي طلبت] امرأةُ عِمْرَانَ [كالتي] أي كالأنثى التي [وهبت] تلك الانثى [لها] أي لا مرئة عمران فالانثى اشارة إلى ما تقدم ذكره صريحاً في قوله تعالى: ﴿قَالَتْ رَبِّ إنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى ـ لكنه ليس بمسند إليه، والذكر إشارة إلى ما سبق ذكره كناية في قوله تعالى ﴿رَبِّ إنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً ـ فإن لفظة ما ـ وإن كان يعم الذكور والاناث، لكن التحرير ـ وهو أن يعتق الولد لخدمة بيت المقدس ـ إنما كان للذكور دون الاناث، وهو مسند إليه(٢) وقد يستغنى عن ذكره لتقدم علم المخاطب به، نحو ـ خَرَجَ الاْمِيرُ ـ إذا لم يكن في البلد إلا أمير واحد [أو ]للاشارة [إلى نفس الحقيقة] ومفهوم المسمى من غير اعتبار لما صدق عليه من الأفراد [كقولك الرجل خير من المرأة].

__________________

(١) وقيل إن المعرف أل لا اللام وحدها.

(٢) لأنه اسم ليس.

۵۲۰۱