أَوْ تَحْقِيرِهِ، كَما يُقالُ ـ ذَلِكَ اللَّعِينُ فَعَلَ كَذَا، أَوْ لِلتَّنبيهِ عِنْدَ تَعْقِيبِ المُشَارِ إلَيْهِ بِأَوْصَاف عَلَى أَنَّهُ جَدِيرٌ بِما يَرِدُ بَعْدَهُ مِنْ أجْلها، نَحْوُ ـ أُولَئكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهمْ وَأُولَئك هُمُ


محله منزلة بعد المسافة [أو تحقيره بالبعد كما يقال ـ ذلك اللعين فعل كذا] تنزيلا لبعده عن ساحة عِزِّ الحضور والخطاب منزلة بعد المسافة، ولفظ ذلك صالح للاشارة إلى كل غائب عينا كان أو معنى، وكثيراً ما يذكر المعنى الحاضر المتقدم بلفظ ذلك، لأن المعنى غير مدرك بالحس فكأنه بعيد(١) [أو للتنبيه] أي تعريف المسند إليه بالاشارة للتنبيه [عند تعقيب المشار إليه بأوصاف] أي عند إيراد الأوصاف على عَقِبِ المشار إليه، يقال ـ عَقَّبَهُ فُلاَنٌ إذا جاء على عقبه، ثم تُعَدِّيهِ بالباء إلى المفعول الثاني وتقول ـ عَقَّبْتُهُ بالشيء إذا جعلت الشيء على عقبه، وبهذا ظهر فساد ما قيل: إنَّ معناه عند جَعْلَ اسم الاشارة بِعَقِبِ أوصاف [على أنه] متعلق بالتنبيه، أي للتنبيه على أن المشار إليه [جدير بما يرد بعده] أي بعد اسم الاشارة [من أجلها] متعلق بجدير، أي حقيق بذلك لأجل الأوصاف التي ذكرت بعد المشار إليه [نحو] ﴿الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ ـ إلى قوله [أولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ

__________________

(١) كقوله تعالى ـ ﴿كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللهُ لِلنَّاس أَمْثَالَهُمْ ـ فإن ذلك إشارة إلى ضرب المثل الحاضر المتقدم ذكره قريبا في قوله ـ ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاتَّبَعُوا الْبَاطِلَ الآية.

تطبيقات على التعريف بالاشارة:

١ـ تقول وَدَقَّتْ نحرها بيمينها

أبَعْلِىَ هذا بالرَّحَا الْمُتَقَاعِسُ

قوله تعالى ـ ﴿قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِى فِيهِ.

عرف المسند إليه بالاشارة في الأول لافاده التحقير، وفي الثاني لافادة التعظيم.

أمثلة أخرى:

١ـ قوله تعالى ﴿وَإذَا رَأَوُكَ إنْ يَتَّخِذُونَكَ إلاَّ هُزُواً أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللهُ رَسُولاً.

٢ـ أولئك قومٌ إنْ بَنَوْ أحسنوا الْبِنَا

وإن عاهدوا أوْفَوْا وإن عقدوا شَدُّوا

۵۲۰۱