أَوِالتّعْرِيض بِغبَاوَةِ السامع، كَقَوْلِهِ:

أُولَئِكَ آبائِى فَجِئْنِى بِمِثْلِهِمْ

إذَا جَمَعَتْنَا يا جَرِيرُ المَجامِعُ

أَوْ بَيانِ حالهِ في الْقُرْبِ أَوِ البُعْدِ أَوِ التَّوَسُّطِ، كَقَوْلِكَ. هَذَا أَوْ ذَلِكَ أَوْ ذَاكَ زَيْدٌ، أَوْ تَحْقِيرِهِ بالْقُرْبِ نَحْوُ ـ أَهَذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلَهَتكُمْ، أَوْ تَعْظِيمِهِ بالبُعْدِ، نَحْوُ ـ أَلم، ذلِكَ الكِتابُ،


الحال [في محاسنه].

مِنْ نسل شيبانَ بين الضَّالِ والسَّلَمِ(١)

وهما شجرتان بالبادية، يعنى يقيمون بالبادية، لأن فقد العز في الحضر [أو التعريض بغباوة السامع] حتى كأنه لا يدرك غير المحسوس [كقوله:

أولئك آبائي فجئنى بمثلهم

إذا جمعتنا يا جرير المجامع(٢)

أو بيان حاله] أي المسند إليه [في القرب أو البعد أو التوسط كقولك ـ هذا أو ذلك أو ذاك زيد] وَأخَّرَ ذكر التوسط لأنه إنما يتحقق بعد تحقق الطرفين، وأمثال هذه المباحث تنظر فيها اللغة من حيث إنها تبين أن هذا مثلا للقريب، وذاك للمتوسط، وذلك للبعيد، وعلم المعاني من حيث إنه إذا أريد بيان قرب المسند إليه يؤتى بهذا، وهو زائد على أصل المراد الذي هو الحكم على المسند إليه المذكور الْمُعَبَّرِ عنه بشيء يوجب تصوره على أيِّ وجه كان(٣) [أو تحقيره] أي تحقير المسند إليه [بالقرب نحو ـ أهذا الذي يذكر آلهتكم، أو تعظيمه بالبعد نحو ـ ألم، ذلك الكتاب] تنزيلا لبعد درجته ورفعة

__________________

(١) هو لابن الرومي من شعراء الدولة العباسية في مدح أبي الصقر الشيباني، والضال شجر السدر البرى، والسلم شجر ذو شوك.

(٢) هو للفرزدق، والأمر في قوله ـ فجئنى للتعجيز، وإنما كان في اسم الاشارة تعريض بغباوته، لأن المراد منه آباء الفرزدق وهم غائبون لا يحسون.

(٣) هذا تكلف والحق أنه معنى أصلى لا ثانوي.

۵۲۰۱