وَقَدْ يُجْعَلُ ذَرِيعَةً إلى تَحْقِيقِ الْخَبَرِ.

وَبالاشارَةِ لِتَمْيِيزِهِ أَكْمَلَ تَمْييز، نَحْوُ قَوْلِهِ:

* هذَا أَبُو الصَّقرِ فَرْداً في مَحاسِنِهِ *


نحو ـ إنَّ الَّذِي لاَ يُحْسِنُ مَعْرِفَةَ الْفِقْهِ قَدْ صَنَّفَ فِيهِ ـ أو لشأن غيره، نحو ـ إنَّ الَّذِى يَتَّبِعُ الشَّيْطَانَ خَاسِرٌ [وقد يجعل ذريعة إلى تحقيق الخبر] أي جعله محققا ثابتا، نحو:

إنَّ التي ضربتْ بيتا مُهَاجِرَةً

بكوفة الجند غالتْ ودَّها غُولُ(١)

فإن في ضَرْب البيت بكوفة الجند والمهاجرة إليها إيماءً إلى أن طريق بناء الخبر مما ينبئ عن زوال المحبة وانقطاع المودة، ثم إنه يحقق زوال المودة ويقرره، حتى كأنه برهان عليه، وهذا معنى تحقيق الخبر، وهو مفقود في مثل ـ إن الذي سمك السماء ـ إذ ليس في رَفْعِ الله السماءَ تحقيق وتثبيت لبنائه لهم بيتا، فظهر الفرق بين الايماء وتحقيق الخبر.

[وبالاشارة] أي تعريف المسند إليه بايراده اسم إشارة [لتمييزه] أي المسند إليه [أكمل تمييز] لغرض من الأغراض [نحو ـ هذا أبو الصقر فردا] نصب على المدح أو

__________________

(١) هو لعبدة بن الطبيب، وكوفة الجند هي مدينة الكوفة المعروفة بالعراق، وغالت أكلت، والغول حيوان خرافي، ويطلق أيضا على الداهية.

تطبيقات على التعريف بالموصولية:

١ـ مَضَى بها ما مَضَى من عقل شاربها

وفي الزُّجاجة بَاق يطلب الباقِي

٢ـ إنَّ الَّذِي الوحشةُ في دارِهِ

تؤنسه الرَّحمةُ في لَحْدِهِ

ففي الأول عرف المسند إليه بالموصولية لافادة التفخيم، وفي الثاني للايماء إلى وجه بناء الخبر وكونه مدحا للمحدث عنه. أمثلة أخرى:

١ـ والَّذِي حارتِ البريَّةُ فيهِ

حيوانٌ مُسْتَحْدَثٌ من جَمَادِ

٢ـ وأخذتُ ما جادَ الأمير بِهِ

وقضيتُ حاجاتى كما أهْوَى

۵۲۰۱