الَّتي هُوَ فِي بَيْتها عنْ نَفْسهِ، أَوِ التّفْخِيمِ، نَحْوُ ـ فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ ما غَشِيَهُمْ، أَوْ تَنْبِيهِ المُخاطَبِ عَلَى الخطَأً، نَحْوُ:

إنّ الَّذِينَ تُرَونَهُمْ إخْوَانَكُمْ * يَشفِى غَلِيلَ صُدُورِهِمْ أَنْ تُصْرَعُوا

أَوِ الايماءِ إِلى وجْهِ بِناءِ الخَبَرِ،


الشيء الذي لا يريد أن يخرجه من يده، يحتال عليه أن يغلبه ويأخذه منه، وهي عبارة عن الـتَّمَحُّلِ لمواقعته إياها، والمسند إليه هو قوله [التي هو في بيتها عن نفسه] مُتَعَلِّقٌ براودته، فالغرض المسوق له الكلام نزاهة يوسف عليه‌السلام وطهارة ذيله، والمذكور أدل عليه من ـ امرأةَ العزيز أَو زَلِيخَا ـ لأنه إذا كان في بيتها وتمكن من نيل المراد منها ولم يفعل كان غاية في النزاهة، وقيل هو تقرير للمراودة(١) لما فيه من فرط الاختلاط والألفة، وقيل تقرير للمسند إليه لامكان وقوع الابهام والاشتراك في امرأة العزيز أو زليخا، والمشهور أن الآية مثال لزيادة التقرير فقط، وظنى أنها مثال لها ولاستهجان التصريح بالاسم(٢) وقد بينته في الشرح [أو التفخيم] أي التعظيم والتهويل [نحو ـ فغشيهم من اليم ما غشيهم] فإن في هذا الابهام من التفخيم ما لا يخفى [أو تنبيه المخاطب على الخطأ، نحو ـ إن الذين ترونهم] أي تظنونهم [إخوانكم * يشفى غليل صدورهم أن تصرعوا(٣)] أي تهلكوا أو تصابوا بالحوادث، ففيه من التنبيه على خطئهم في هذا الظن ما ليس في قولك ـ إنَّ الْقَوْمَ الْفُلاَنِيَّ [أو الايماء] أي الاشارة [إلى وجه بناء الخبر] أي إلى طريقه، تقول ـ عملت هذا العمل على وجه عملك وعلى

__________________

(١) وهي المسند.

(٢) لاستحسان طلب التستر في مثل هذا.

(٣) هو لعبدة بن الطبيب من الشعراء المخضرمين، ويجوز أن يكون ـ ترونهم ـ من أرى المتعدي إلى ثلاثة مفاعيل، فلا يكون بمعنى تظن، ومفعوله الأول نائب الفاعل، والثاني ـ هم ـ والثالث ـ إخوانكم ـ والغليل الحقد.

۵۲۰۱