فَلاَ يَخْتَصُّ بهِ مُخَاطَبٌ.

أَوْ بِالْعَلَمِيَّةِ لاحْضارِهِ بِعَيْنهِ فِي ذِهْنِ السّامِعِ ابْتِداءً باسْم مُخْتصٍّ بهِ، نَحْوُ ـ قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ،


المحشر إلى حيث يمتنع خفاؤها، فلا يختص بها رؤية رَاء دون راء، وإذا كان كذلك [فلا يختص به] أي بهذا الخطاب [مخاطب] دون مخاطب، بل كل من يتأتي منه الرؤية فله مدخل في هذا الخطاب، وفي بعض النسخ ـ فلا يختص بها ـ أي برؤية حالهم مخاطب، أو بحالهم رؤية مخاطب، على حَذْفِ المضاف.

[أو بالعلمية] أي تعريف المسند إليه بايراده عَلَماً، وهو ما وُضِعَ لشيء مع جميع مُشَخِّصَاتِهِ [لاحضاره] أي المسند إليه [بعينه] أي بشخصه بحيث يكون متميزا عن جميع ما عداه، واحترز بهذا عن إحضاره باسم جنسه، نحو ـ رَجُلٌ عَالِمٌ جَاءَنِي [في ذهن السامع ابتداء] أي أول مرة، واحترز به عن نحو ـ جَاءَنِي زَيْدٌ وَهُوَ رَاكِبٌ [باسم مختص به] أي بالمسند إليه بحيث لا يطلق باعتبار هذا الوضع على غيره، واحترز به عن إحضاره بضمير المتكلم. أو المخاطب، واسم الإشارة، والموصول، والمعرف بلام العهد، والاضافة، وهذه القيود لتحقيق مقام العلمية، وإلاَّ فالقيد الأخير مُغْن عما سبق، وقيل: احترز بقوله ـ ابتداء ـ عن الاحضار بشرط، كما في المضمر الغائب، والمعرف بلام العهد، فإنه يشترط تقدم ذكره، والموصول فإنه يشترط تقدم العلم بالصلة، وفيه نظر لأن جميع طرق التعريف كذلك حتى الْعَلَم، فإنه مشروط بتقدم العلم بالوضع [نحو قل هو الله أحد] فالله أصله الإله، حذفت الهمزة وعوض عنها حرف التعريف(١) ثم جعل علَماً للذات الواجب الوجود الخالق للعالم،

__________________

(١) يريد أنه قصد ذلك التعويض، لأن حرف التعريف موجود قبل حذف الهمزة، ولم يكن غير موجود ثم أتى به للتعويض.

۵۲۰۱