وَألاَّ تَصِحَّ الاضافَةُ في نَحْوِ ـ نَهارُهُ صائِمٌ ـ لِبُطْلاَنِ إضَافَةِ الشّيْءِ إلَى نَفْسِهِ، وَأَلاَّ يَكُونَ الأمْرُ بالْبِناءِ لِهَامانَ، وَأَن يَتَوَقَّفَ نَحْوُ ـ أَنْبَتَ الرَّبِيعُ الْبَقْلَ ـ عَلَى السّمْعِ، وَاللّوازِمُ كُلُّها مُنْتفيَةٌ،


الفاعل الحقيقي، فيلزم أن يكون المراد بعيشة صاحبها، واللازم باطل، إذ لا معنى لقولنا ـ فهو في صاحب عيشة راضية ـ وهذا مبنى على أن المراد بعيشة وضمير راضية واحد(١)[و] يستلزم [ألا تصح الاضافة في] كل ما أضيف الفاعل المجازي إلى الفاعل الحقيقي [نحو نهاره صائم، لبطلان إضافة الشيء إلى نفسه] اللازمة من مذهبه، لأن المراد بالنهار حينئذ فُلاَنٌ نفسه، ولا شك في صحة هذه الاضافة ووقوعها، كقوله تعالى ﴿فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وهذا أولى بالتمثيل(٢) [و] يستلزم [ألا يكون الأمر بالبناء] في قوله تعالى ﴿يا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحاً [لهامان] لأن المراد به حينئذ هو العملة أنفسهم، واللازم باطل، لأن النداء له والخطاب معه [و ]يستلزم [أن يتوقف نحو أنبت الربيع البقل] وَشَفَى الطَّبِيبُ الْمَرِيضَ، وسَرَّتْنِي رُؤْيَتُكَ، مما يكون الفاعل الحقيقي هو الله تعالى [على السمع] من الشارع، لأن أسماء الله تعالى توقيفية، واللازم باطل، لأن مثل هذا التركيب صحيح شائع ذائع عند القائلين بأن أسماء الله تعالي توقيفية وغيرهم، سُمِعَ من الشارع أو لم يُسْمَعْ [واللوازم كلها منتفية] كما ذكرنا، فينتفى كونه من باب الاستعارة بالكناية، لأن انتفاء اللازم يوجب انتفاء الملزوم، والجواب أن مبنى هذه الاعتراضات على أن مذهب السكاكى في الاستعارة بالكناية

__________________

(١) فإن أريد بلفظ عيشة حقيقتها وبضميرها صاحبها على الاستخدام لم يلزم هذا البطلان، لأن الاستعارة في ضميرها لا في لفظها.

(٢) أي من قوله ـ نَهارُهُ صِائِمٌ ـ لأنه يمكن أن يراد بلفظ نهار فيه حقيقته وبضميره صاحبه، على نحو ما قيل في المثال السابق.

۵۲۰۱