في تِجارَتِهِمْ، وإمَّا خَفِيَّةٌ، كما في قَوْلِكَ ـ سَرَّتْنِي رُؤيَتُكَ ـ أَي سَرَّنِي اللهُ عِنْدَ رُؤْيَتِكَ، وَقَولهِ:

يَزِيدُكَ وَجْهُهُ حُسْناً

إذَا ما زِدْتَهُ نَظَراً

أَيْ يَزِيدُكَ اللهُ حُسْناً فِي وَجْهِهِ.


في تجارتهم ـ وإما خفية] لا تظهر إلا بعد نظر وتأمل [كما في قولك ـ سرتنى رؤيتك ـ أي سرنى الله عند رؤيتك ـ وقوله]:

يزيدك وجهه حسنا

إذا ما زدته نظراً(١)

[أي يزيدك الله حسنا في وجهه] لِمَا أُودِعَهُ من دقائق الحسن والجمال، تظهر بعد التأمل والامعان، وفي هذا تعريض بالشيخ عبدالقاهر ورد عليه، حيث زعم أنه لا يجب في المجاز العقلي ان يكون للفعل فاعل يكون الاسناد إليه حقيقة، لأنه ليس ـ لسرتنى ـ في ـ سرتنى رؤيتك ـ ولا ـ ليزيدك ـ في ـ يزيدك وجهه حسنا ـ فاعل يكون الاسناد إليه حقيقة، وكذا ـ أقدمنى بلدك حق لي على فلان ـ بل الموجود ههنا هو السرور والزيادة والقدوم(٢) واعترض عليه الإمام فخرالدين الرازي بأن الفعل لابد أن يكون له فاعل حقيقة، لامتناع صدور الفعل لا عن فاعل، فهو إن كان ما أسند إليه الفعل فلا مجاز، وإلا فيمكن تقديره، فزعم صاحب المفتاح أن اعتراض الإمام حق، وأن فاعل هذه الأفعال هو الله تعالى، وأن الشيخ لم يعرف حقيقتها لخفائها، فتبعه

__________________

(١) هو لأبي نواس من شعراء الدولة العباسية من قصيدة له يذم فيها العرب، ويفضل تعشق الغلمان على النساء، وأولها:

دَعِ الرَّسْمَ الذي دُثِراً

يُقَاسِى الرِّيحَ وَالْمَطَرَا

وكن رجلا أضاعَ الْعُمْـ

ـرَ في اللَّذَّاتِ والْخَطَرا

(٢) أي التي هي معانى الأفعال اللازمة، أما معانى الأفعال المتعدية من الأسرار والاقدام والزيادة فلا وجود لها، لأنها أمور اعتبارية، فلا يكون لها فاعل حقيقي.

۵۲۰۱