ـ وَهُوَ فِي الْقُرْآنِ كَثِيرٌ ـ وَإذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إيماناً ـ يُذَبّحُ أَبْناءَهُمْ ـ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِباسَهُما ـ يَوْماً يَجْعَلُ الوِلْدَانَ شِيِّباً ـ وَأخْرَجَتِ الأَرْضُ أَثْقالَها ـ وَغَيْرُ مُخْتَصٍّ بالخَبَرِ بَلْ يَجرى في الانْشاءِ نَحْوُ ـ يا هامَانُ ابْنِ لِي صَرْحاً ـ


[وهو] أي المجاز العقلى [في القرآن كثير] أي كثير في نفسه لا بالاضافة إلى مقابله حتى تكون الحقيقة العقلية قليلة، وتقديم في القرآن على كثير لمجرد الاهتمام، كقوله تعالى [وإذا تليت عليهم آياته] أي آيات الله [زادتهم إيمانا] أسند الزيادة وهي فعل الله تعالى إلى الآيات لكونها سببا [يذبح أبناءهم] نسب التذبيح الذي هو فعل الجيش إلى فرعون لأنه سبب آمر [ينزع عنهما لباسهما] نَسَبَ نَزْعَ اللباس عن آدم وحواء ـ وهو فعل الله تعالى حقيقة ـ إلى إبليس، لأن سببه الأكل من الشجرة، وسبب الأكل وسوسته ومقاسمته إياهما إنه لهما لمن الناصحين [يوما ]نصب على أنه مفعول به ـ لِتَتَّقُونَ ـ أي كيف تتقون يوم القيامة إن بقيتم على الكفر يوما [يجعل الولدان شيبا] نسب الفعل إلى الزمان وهو لله تعالى حقيقة، وهذا كناية عن شدته وكثرة الهموم والأحزان فيه، لأن الشيب مما يتسارع عند تفاقم الشدائد والمحن، أو عن طوله و أن الأطفال يبلغون فيه أوان الشيخوخة [وأخرجت الأرض أثقالها] أي ما فيها من الدفائن والخزائن، نسب الإخراج إلى مكانه وهو فعل الله تعالى حقيقة.

[وغير مختص بالخبر] عَطْفٌ على قوله ـ كثير ـ أي وهو غير مختص بالخبر، وإنما قال ذلك لأن تسميته بالمجاز في الإثبات وإيراده في أحوال الاسناد الخبرى يوهم اختصاصه بالخبر [بل يجرى في الانشاء نحو يا هامان ابن لي صرحا] لأن البناء فعل العملة، وهامان سبب آمر، وكذا قولك ـ لِيُنْبِتِ الرَّبِيعُ مَا شَاءَ ـ وَلْيَصُمْ نَهَارُكَ ـ ولْيَجِدَّ جِدُّكَ ـ وما أشبه ذلك مما أسند فيه الأمر أو النهي إلى ما ليس المطلوب فيه صدور

۵۲۰۱