عَقِيبَهُ:

* أَفْناهُ قِيلُ اللهِ لِلشّمسِ اطْلُعِى *

وَأَقْسامُهُ أَرْبَعةٌ: لِأَنّ طَرَفَيْهِ إمَّا حَقيقَتَانِ، نَحْوُ ـ أَنْبَتَ الرَّبِيعُ الْبَقْلَ ـ أَوْ مَجَازَانِ، نَحْوُ ـ أَحْيا الأَرْضَ شَبابُ الزّمانِ ـ أَوْ مُخْتَلِفانِ، نَحْوُ ـ أَنْبَتَ الْبَقْلَ شَبابُ الزَّمانِ، وَأَحْيَا الأَرْضَ الرَّبِيعُ.


أي بقول أبي النجم [عقيبه] أي عقيب قوله ـ ميز عنه قنزعا عن قنزع [أفناه] أي أبا النجم أو شعر رأسه [قيل الله] أي أمر الله تعالى وإرادته [للشمس اطلعى] فإنه يدل على أنه يعتقد أنه فعل الله وأنه المبدىء والمعيد والمنشىء والمنفى، فيكون الاسناد إلى جذب الليالى بِتَأَوُّلِ بَناءً على أنه زمان أو سبب.

[وأقسامه] أي أقسام المجاز العقلى باعتبار حقيقة الطرفين ومجازيتهما [أربعة لأن طرفيه] وهما المسند إليه والمسند [إما حقيقتان] لغويتان [نحو أنبت الربيع البقل أو مجازان] لغويان [نحو أحيا الأرض شباب الزمان] فإن المراد باحياء الأرض تهييج القوى النامية فيها، وإحداث نضاربها بأنواع النبات، والإحياء في الحقيقة إعطاء الحياة، وهي صفة تقتضى الحس والحركة الارادية، وكذا المراد بشباب الزمان زمان ازدياد قُوَاهَا النامية، وهو في الحقيقة عبارة عن كون الحيوان في زمان تكون حرارته الغريزية مشبوبة، أي قوية مشتعلة [أو مختلفان] بأن يكون أحد الطرفين حقيقة والآخر مجازا [نحو أنبت البقل شباب الزمان] فيما المسند حقيقة والمسند إليه مجاز [وأحيا الأرض الربيع] في عكسه، ووجه الانحصار في الأربعة على ما ذهب إليه المصنف ظاهر، لأنه اشترط في المسند أن يكون فعلا أو في معناه، فيكون مفردا، وكل مفرد مستعمل إما حقيقة أو مجاز.

۵۲۰۱