عَلَى المَجَازِ ما لَمْ يُعْلَمْ أَوْ يُظَنَّ أَنَّ قائِلَهُ لَمْ يَعْتَقِدْ ظَاهِرَهُ، كما اسْتُدِلَّ عَلَى أَنّ إسناد ـ مَيِّزَ ـ فِي قَوْلِ أَبِي النَّجْمِ:

مَيّزَ عَنْهُ قُنْزُعاً عَنْ قُنْزُعِ

جَذْبُ اللَّيالِي أبْطِئِى أَوْ أَسْرِعِى

مَجَازٌ بِقَوْلِهِ


[على المجاز] أي على أن إسناد أشاب وأفنى إلى كرِّ الغداة ومَرِّ العشى مجاز [ما ]دام [لم يعلم أو] لم [يظن أن قائله] أي قائل هذا القول [لم يعتقد ظاهره] أي ظاهر الاسناد، لانتفاء التأول حينئذ، لاحتمال أن يكون هو معتقدا للظاهر، فيكون من قبيل قول الجاهل ـ أنبت الربيع البقل [كما استدل] يعنى ما لم يعلم ولم يستدل بشيء على أنه لم يرد ظاهره مثل الاستدلال [على أن إسناد ميز] إلى جَذْبِ الليالى [في قول أبي النجم(١) ميز عنه] أي عن الرأس [قنزعا عن قنزع] هو الشعر المجتمع في نواحى الرأس [جذب الليالى] أي مُضِيُّهَا واختلافها [أبطئ أو أسرعى] هو حال من الليالى على تقدير القول(٢) أي مَقُولاً فيها، ويجوز أن يكون الأمر بمعنى الخبر [مجاز] خبر إن، أي استدل على أن إسناد مَيَّزَ إلى جذب الليالى مجاز [بقوله] مُتَعَلِّقٌ باستدل،

__________________

هذا البيت:

إذا ليلةٌ أهرمتْ يومَهَا

أتى بعد ذلك يومٌ فَتِى

نروح ونغدو لحاجاتِنَا

وحاجةُ من عاشَ لا تنقضى

(١) اسمه الفضل بن قدامة من شعراء الدولة الأموية، وهذا البيت من قوله:

قد أصبحتْ أمُّ الخيار تَدَّعِي

عَلَيَّ ذَنْباً كُلُّهُ لم أصْنَعِ

مِنْ أنْ رأتْ رأسي كرأس الأصلع

مَيَّزَ عنه قُنْزُعاً عن قُنزع

جَذْبُ الليالى أبْطِئِى أو اسْرِعى

أفناه قِيلُ الله للشمس اطْلُعِى

حتى إذا وَارَاكِ أُفقٌ فارجعى

(٢) لأن الجملة الطلبية إذا وقعت حالا وجب فيها تقدير القول على نحو ما قدر هنا، لأنها وصف في المعنى، والوصف لا يكون جملة طلبية.

۵۲۰۱