شَيْءٌ مِنْ أمَارَاتِ الإنْكارِ، نَحْوُ:

جاءَ شَقِيقٌ عارِضاً رُمْحَهُ

إنَّ بَنى عَمِّكَ فيهِمْ رِماحُ

وَالمُنْكِرُ كَغَيْرِ المُنْكِرِ إذَا كَانَ مَعَهُ مَا إنْ تَأَمَّلَهُ ارْتَدَع،


[شيء من أمارات الانكار، نحو(١) جاء شقيق] اسم رجل [عارضاً رمحه] أي واضعا له على الْعَرْضِ(٢) فهو لا ينكر أن في بنى عمه رماحا، لَكِنَّ مجيئه واضعا الرمح على العرض من غير التفات وتَهَيُّؤ أمَارَةُ أنه يعتقد أنْ لاَرُمْحَ فيهم، بل كلهم عُزْلٌ لا سلاح معهم فنزل منزلة المنكر، وخوطب خطاب التفات بقوله [إن بنى عمك فيهم رماح ]مؤكدا بأن، وفي البيت على ما أشار إليه الإمام المرزوقى تهكم واستهزاء، كأنه يرميه بأن فيه من الضعف والجبن بحيث لو علم أن فيهم رماحا لما التفت لِفْتَ الكفاح، ولم تقو يده على حمل الرماح، على طريقة قوله:

فقلتُ لِمُحْرِزٍ لَمَّا التقينا

تَنَكَّبْ لا يُقَطِّرْكَ الزِّحَامُ(٣)

يرميه بأنه لم يباشر الشدائد، ولم يدفع إلى مضائق المجامع، كأنه يخاف عليه أن يُدَسَّ بالقوائم كما يخاف على الصبيان والنساء، لقلة غَنَائه، وضعف بنائه.

[و] يجعل [المنكر كغير المنكر إذا كان معه] أي مع المنكر [ما إن تأمله] أي شيء من الدلائل والشواهد إن تأمل المنكر ذلك الشيء [ارتدع] عن إنكاره، ومعني كونه معه أن يكون معلوما له ومشاهدا عنده، كما تقول لمنكر الإسلام ـ الإسلام حق ـ من غير تأكيد، لأن مع ذلك المنكر دلائل دالة على حَقِّيَّةِ الإسلام، وقيل معني كونه معه

__________________

(١) البيت لحجل بن نضلة.

(٢) يريد عرض الرمح، بأن جعله على فخذيه بحيث يكون عرض الرمح في جهتهم، وهذا من أمارة عدم التصدى للحرب.

(٣) هو لأبي ثمامة البراء بن عازب الأنصاري، ومحرز اسم رجل من بنى ضبة، وتنكب تجنب القتال، ويقطرك يلقك على الأرض.

۵۲۰۱