قُلْتُ دَعْنِيوَجْهُكَ الْـ

ـجَنَّةُ حُفَّتْ بِالْمَكَارِهْ

وَهُوَ ضَرْبانِ: مَا لَمْ يُنْقَلْ فِيهِ الْمُقْتَبَسُ عَنْ مَعْناهُ الْأَصْليِّ كما تَقَدَّمَ، وَخِلاَفُهُ كَقَوْلِهِ:

لَئِنْ أَخْطَأْتُ في مَدْحِيـ

ـكَ مَا اخْطَأْتَ في مَنْعِى

لَقَدْ أَنْزَلْتُ حَاجَاتِي

بِوَاد غَيْرِ ذِى زَرْع

وَلاَبَأسَ بِتَغْيِير يَسِير لِلْوَزْنِ أَوْ غَيْرِهِ كَقَوْلِهِ:

قَدْ كَانَ مَا خِفْتُ أَنْ يَكُونَا

إِنَّا إلَى اللهِ رَاجِعُونَا


الملاطفة والمجاملة، وضمير المفعول للرقيب [قلت دعنى وجهك ال ـ * ـجنة حفت بالمكاره] اقتباسا من قوله عليه‌السلام : «حفت الجنة بالمكاره، وحفت النار بالشهوات»، أي أحيطت، يعنى لابُدَّ لطالب جنة وجهك من تحمل مكاره الرقيب، كما أنه لابد لطالب الجنة من مَشَاقِّ التكاليف [وهو] أي الاقتباس [ضربان ]أحدهما [ما لم ينقل فيه المقتبس عن معناه الأصلى كما تقدم] من الأمثلة [و] الثاني [خلافه] أي ما نقل فيه المقتبس عن معناه الأصلى [كقول ابن الرومي:

لئن أخطأت في مدحيـ

ـك ما أخطأت في منعى

لقد أنزلت حاجاتى

بواد غير ذى زرع(١)]

هذا مقتبس من قوله تعالى ﴿رَبَّنَا إنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَاد غَيْرِ ذِى زَرْع عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ لكن معناه في القرآن وَاد لا ماء فيه ولا نبات، وقد نقله ابن الرومى إلى جَنَاب لا خير فيه ولا نفع [ولا بأس بتغيير يسير] في اللفظ المقتبس ]للوزن أو غيره، كقوله [أي كقول بعض المغاربة(٢) [قد كان] أي وقع [ما خفت أن يكونا * إنا إلى الله

__________________

(١) وقيل إن البيتين لاسماعيل الْقَرَاطِيسِيِّ، وكان قدمدح الفضل بن الربيع فحرمه فقالهما فيه.

(٢) قيل إنه الوزير أبو العلاء بن أزرق، وكان الرئيس أبو عبدالرحمن محمد ابن طاهر قد قضى سنة ٥٠٧ه ـ فدخل عليه باكيا وهو يقول ذلك.

۵۲۰۱