وَإِنْ كَانَ مِثْلَهُ فَأَبْعَدُ مِنَ الذَّمِّ وَالْفَضْلُ لِلْأَوَّلِ كَقَوْلِ أبِي تَمَّامِ:

لَوْ حَارَ مُرْتَادُ الْمَنِيَّةِ لَمْ يَجِدْ

إلاَّ الْفِرَاقَ عَلَى النُّفُوسِ دَلِيلاَ

وَقَوْلِ أبِي الطَّيِّبِ:

لَوْلاَ مُفَارَقَةُ الْأَحْبَابِ مَا وَجَدَتْ

لَهَا الْمَنَايَا إِلَى أرْوَاحِنَا سُبُلاَ

وَإنْ أُخِذَ الْمَعْنَى وَحْدَهُ سُمِّىَ إلْمَاماً وَسَلْخاً،


الزمان بخيلا بهلاكه أي لا يسمح بهلاكه قَطُّ لعلمه بأنه سبب لصلاح العالم، والزمان وإن سَخَا بوجوده وَبَذَلَهُ للغير لكِنْ إعدامه وإفناؤه بَاق بَعْدُ في تصرفه، قلنا هذا تقدير لا قرينة عليه وبعد صحته فمصراع أبي تمام أجود لاستغنائه عن مثل هذا التَّكَلُّفِ [وإن كان] الثاني [مثله] أي مثل الأول [فأبعد] أي فالثاني أبعد [من الذم والفضل للأول كقول أبي تمام: لو حار] أي تَحَيَّرَ في التوصل إلى إهلاك النفوس [مرتاد المنية] أي الطالب الذي هو المنية على أنها إضافة بيان [لم يجد * إلا الفراق على النفوس دليلا ـ وقول أبي الطيب:

 لولا مفارقة الأحباب ما وجدت

لها المنايا إلى أرواحنا سبلا]

الضمير في ـ لها ـ للمنية وهو حال من ـ سبلا ـ والمنايا فاعل ـ وجدت ـ وروي ـ يد المنايا ـ فقد أخذ المعنى كله مع لفظ المنية والفراق والْوِجْدَانِ وبَدَّلَ بالنفوس الأرواح.

[وإن أخذ المعنى وحده سمى] هذا الأخذ.

[إلماما]

من ـ ألَمَّ إذا قصد ـ وأصله من ـ ألم بالمنزل إذا نزل به.

[وسلخا]

وهو كشط الجلد عن الشاة ونحوها، فكأنه كشط عن المعنى جلدا وألبسه جلدا

۵۲۰۱