وَإنْ كَانَ مَعَ تَغْيِيرِ لِنَظْمِهِ أوْ أخَذَ بَعْضَ اللَّفْظِ سُمِّيَ إغَارَةً وَمَسْخَا، فَإن كَانَ الثَّانِي أَبْلَغَ لاِخْتِصَاصِهِ بِفضيلَة فَمَمْدُوحٌ كَقَوْلِ بَشَّار:

مَنْ رَاقَبَ النَّاسَ لَمْ يَظْفَرْ بِحَاجَتِهِ

وَفَازَ بِالطَّيِّبَاتِ الْفَاتِكُ اللَّهِجُ

وَقَوْل سَلْم:

مَنْ رَاقَبَ النَّاسَ مَاتَ غَمّاً

وَفَازَ بِاللَّذَّةِ الْجَسُورُ


فأورده طَرَفَةُ في دَالِيَّتِهِ(١) إلا أنه أقام ـ تجلد ـ مقام ـ تجمل.

[وإن كان] أخَذَ اللفظ كُلَّهُ [مع تغيير لنظمه] أي نظم اللفظ [أو أخذ بعض اللفظ] لا كله [سمى] هذا الأخذ.

[إغارة ومسخا]

ولا يخلو إما أن يكون الثاني أبلغ من الأول، أو دونه، أو مثله [فإن كان الثاني أبلغ] من الأول [لاختصاصه بفضيلة] لا توجد في الأول، كحسن السَّبْكِ، أو الاختصار، أو الايضاح، أو زيادة معنى [فممدوح] أي فالثاني مقبول [كقول بشار: من راقب الناس] أي حاذرهم [لم يظفر بحاجته * وفاز بالطيبات الفاتك اللهج] أي الشجاع الْقَتَّالُ الحريص على القتل [وقول سلم] الخاسر بعده [من راقب الناس مات غما *] أي حزنا وهو مفعول له أو تمييز [وفاز باللذة الجسور] أي الشديد الجراءة، فبيت سلم أجود

__________________

(١) هي معلقته:

لِخَوْلَةَ أطْلاَلٌ بِبُرْقَة ثَهْمَدِ

تلوحُ كباقى الْوَشْمِ في ظاهر الْيَدِ

وقوفا بها صحبى على مطيهم

يقولون لا تهلك أسى وتجلد

۵۲۰۱