فِي الْعُقُولِ وَالْعَادَاتِ، وَإنْ كَانَ فِي وَجْهِ الدِّلاَلَةِ كَالتَّشْبِيهِ وَالْمَجَازِ وَالْكِنَايَةِ وَكَذِكْرِ هَيْئَات تَدُلُّ عَلَى الصِّفَةِ لاِخْتِصَاصِهَا بِمَنْ هِيَ لَهُ كَوَصْفِ الْجَوَادِ بِالتَّهَلُّلِ عِنْدَ وُرُودِ الْعُفَاةِ وَالْبَخيلِ بِالْعُبُوسِ مَعَ سَعَةِ ذَاتِ الْيَدِ فَاِنِ اشْتَرَكَ النَّاسُ فِي مَعْرِفَتِهِ لاِسْتِقْرَارِهِ فِيهِمَا كَتَشْبِيهِ الشُّجَاعِ بِالْأَسَدِ وَالْجَوَادِ بِالْبَحْرِ فَهُوَ كَالْأَوَّلِ، وَإلاَّ جَازَ اَنْ يُدَّعَى فِيهَ السَّبْقُ وَالزِّيَادَةُ، وَهُوَ ضَرْبَانِ: خَاصِّيٌّ في نَفْسِهِ غَرِيبٌ،


هذا الغرض العام [في العقول والعادات] فيشترك فيه الفصيح والأعجم والشاعر والْمُفْحَمُ [وإن كان] اتفاق القائلين [في وجه الدلالة] أي طريق الدلالة على الغرض(١)[كالتشبيه والمجاز والكناية وكذكر هيئات تدل على الصفة لاختصاصها بمن هي له] أي لاختصاص تلك الهيئات بمن ثبت تلك الصفة له [كوصف الجواد بالتهلل عند ورود العفاة] أي السائلين جمع عَاف [و] كوصف [البخيل بالعبوس] عند ذلك [مع سعة ذات اليد] أي المال، وأما العبوس عند ذلك مع قلة ذات اليد فمن أوصاف الأسخياء [فإن اشترك الناس في معرفته] أي في معرفة وجه الدلالة [لاستقراره فيهما] أي في العقول والعادات [كتشبيه الشجاع بالأسد والجواد بالبحر فهو كالأول] أي فالاتفاق في هذا النوع من وجه الدلالة كالاتفاق في الغرض العام في أنه لا يعد سرقة ولا أخذا [وإلا] أي وإن لم يشترك الناس في معرفته [جاز أن يدعى فيه] أي في هذا النوع من وجه الدلالة [السبق والزيادة] بأن يحكم بين القائلين فيه بالتفاضل، وأن أحدهما فيه أكمل من الآخر، وأن الثاني زاد على الأول أو نقص عنه [وهو] أي ما لا يشترك الناس في معرفته من وجه الدلالة على الغرض [ضربان] أحدهما [خاصى في نفسه غريب]

__________________

(١) هذا مقابل قوله ـ إن كان في الغرض ـ وقد ترك مقابل قيده (على العموم) وهو الاتفاق في الغرض الخاص، وحكمه حكم الاتفاق في وجه الدلالة، لأن المعني الدقيق مما يتفاوت الناس فيه، فيمكن أن يدعى فيه السبق والزيادة وعدمهما.

۵۲۰۱