نَحْوُ ـ فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلاَ تَقْهَرْ، وَأَمَّا السَّائِلَ فَلاَ تَنْهَر ـ وَقَوْلِهِ:

سَأشْكُرُ عَمْراً إنْ تَرَاخَتْ مَنِيَّتِى

أيَادِيَ لَمْ تُمْنَنْ وَإنْ هِيَ جَلَّتِ

فَتىً غَيْرُمَحْجوبِ الْغِنَى عَنْ صَدِيقِهِ

وَلاَ مُظْهِرُ الشَّكْوَى إذَا النَّعْلُ زَلَّتِ

رَأى خَلَّتِى مِنْ حَيْثُ يَخْفَى مَكَانُهَا

فَكَانَتْ قَذَي عَيْنَيْهِ حَتَّى تَجَلَّتِ


قِفَا نَبْكِ مِنْ ذكري حبيب ومنزلِ

بِسِقْطِ اللِّوَى بين الدُّخُولِ فَحَوْمَلِ(١)

قد جاء قبل اللام ميم مفتوحة وهو ليس بلازم في السجع، وقوله ـ قبل حرف الروى أو ما في معناه ـ إشارة إلى أنه يجري في النثر والنظم [نحو ـ فأما اليتيم فلا تقهر، وأما السائل فلا تنهر] فالراء بمنزلة حرف الروي، ومجىء الهاء قبلها في الفاصلتين لزوم ما يلزم لصحة السجع بدونها نحو ـ فلا تقهر ولا تسخر [وقوله: سأشكر عمرا إن تراخت منيتى * أيادى] بدل من عمرا [لم تمنن وإن هي جلت *] أي لم تقطع أو لم تخلط بِمِنَّة وإن عظمت وكثرت:

[فتى غير محجوب الغنى عن صديقه

ولا مظهر الشكوى إذا النعل زلت]

زَلَّةُ القدم والنعل كناية عن نزول الشر والمحنة [رأي خلتى] أي فقرى [من حيث يخفى مكانها *] لأنى كنت أسترها عنه بالتجمل [فكانت] أي خلتى [قذي عينيه حتى تجلت(٢)] أي انكشفت وزالت باصلاحه إياها بأياديه، يعنى من حسن اهتمامه جعله كالداء الملازم لأشرف أعضائه حتى تلاقاه بالاصلاح، فحرف الروى هو التاء، وقد

__________________

(١) هو مطلع مُعَلَّقَةِ امرىء القيس، والسقط منقطع الرمل حيث يستدق من طرفه، واللوى رمل يعوج ويلتوى، والدخول وحومل موضعان.

(٢) الأبيات لعبدالله بن الزَّبِيرِ الأسدى في مدح عمرو بن عثمان بن عفان، وهو من شعراء الدولة الأموية.

ومن لزوم ما لا يلزم:

ناولتُهُ وردةً فاحمرَّ من خَجَل

وقال وَجْهِيَ يغنينى عن الزَّهَرِ

الْخَدُّ وردٌ وعينى نرْجِسٌ وعلى

خَدِّي عِذَارٌ كَرَيْحَان على نَهَرِ

۵۲۰۱