يَا خَاطِبَ الدُّنْيَا الدَّنِيَّةِ إنَّهَا

شَرَكُ الرَّدَى وَقَرَارَةُ الْأَكْدَارِ


[إنها * شرك الردى] أي حِبَالَةُ الهلاك [وقرارة الأكدار(١)] أي مَقَرُّ الْكُدُورَاتِ، فإن وقفت على ـ الردى ـ فالبيت من الضرب الثامن من الكامل، وإن وقفت على ـ الأكدار ـ فهو من الضرب الثاني منه(٢) والقافية عند الخليل من آخر حرف في البيت إلى أول ساكن يليه مع الحركة التي قبل ذلك الساكن، فالقافية الأولى منه هذا البيت هو لفظ ـ الردي ـ مع حركة الكاف من ـ شرك ـ والقافية الثانية هي من حركة الدال من ـ الأكدار ـ إلي الآخر، وقد يكون البناء على أكثر من قافيتين وهو قليل متكلف(٣) ومن لطيف ذى القافيتين نوع يوجد في الشعر الفارسى، وهو أن تكون الألفاظ الباقية بعد القوافى الْأُوَلِ بحيث إذا جمعت كانت شعرا مستقيم المعنى.

__________________

(١) البيت لِلْحَرِيرِيِّ صاحب المقامات.

(٢) وبيان ذلك أن أجزاء الكامل مُتَفَاعِلُنْ ست مرات، وأنه يُسَدَّسُ على الأصل تارة ويُرَبَّعُ مجزوءا تارة أخرى، وضربه الثاني هو مُسَدَّسُهُ الذي عَرُوضُهُ سالمة وضربه مقطوع، وضربه الثامن هو مُرَبَّعُهُ الذي أجزاؤه الأربعة سالمة.

(٣) ومن ذلك قول الحريري:

جُودِي علي الْمُسْتَهْتِرِ الصَّبِّ الْجَوى

وَتَعَطَّفِى بوصاله وتَرَحَّمِي

ذا الْمُبْتَلَى المتفكر القلب الشَّجى

ثم اكشفى عن حاله لا تظلمى

فلك أن تقول فيه:

١ـ جودي على المستهتر

ذا المبتل المتفكر

٢ـ جودى على المستهتر الصب

ذا المبتلى المتفكر القلب

٣ـ جودى على المستهتر الصب الجوى

ذا المبتلى المتفكر القلب الشجى

٤ـ جودى على المستهتر الصـ

ـب الجوى وتعطفى

ذا المبتلى المتفكر الـ

ـقلب الشجى ثم اكشفى

٥ـ جودى على المستهتر الصب الجوى

وتعطفى بوصاله

ذا المبتلى المتفكر القلب الشجى

ثم اكشفى عن حاله

۵۲۰۱